علاج الهوس

ما هو انواع الهوس

هناك ثلاثة انواع من الهوس ( هوس خفيف – هوس حاد – هوس مزمن )

أولا:- الهوس الخفيف:-

وعادة ما يظهر هذا الهوس في حالات الاضطراب ثنائي القطبين ولا يلاحظ علي الشخص أنه مصاب بالمرض إلا الأشخاص المقربين حيث الشذوذ في الكلام الأفعال.

ثانياً الهوس الحاد :-

يحدث هذا النوع من الهوس بشكل مفاجئ وهو أحد الاضطرابات العقلية العنيفة حيث تنقلب الأمور عند الشخص بشكل غريب فبعد أن يكون الشخص في حالة من المرح الشديد ما يلبث ان ينقلب تلك المرح إلى غضب وعدوان مع الحساسية المفرطة في التعامل مع الأمور ومن أهم ما يميز تلك الهوس الحاد أن الشخص المريض يفعل اموراً تتنافي مع التقاليد والاعراف البيئية .

ينتج عن هذا النوع من مرض الهوس العديد من صور هلاوسية تجعل صاحبها يتصرف بشكل غريب ويقوم بفعل أشياء لا يقصد ان يفعلها ومن أمثلة ذلك ما يلي:-

• هوس السرقة:- حيث يقوم الشخص المريض بالهوس بسرقة أشياء لا يحتاج إليها اصلا كالاقلام مثلا لكنه كونه مهوس بالسرقة فيقوم بها ولكن هذا بلا شك يجعل في موقف محرج تجاه الآخرين وبالنسبة للمجتمع الذي يعيش فيه.
• هوس اشعال الحريق:- حيث يقوم الشخص المريض باشعال الحرق حتى يخفف عن نفسه ويخرج من الحالة المزاجية السيئة التي يعاني منها وفي حالة رؤية الحريق يشتعل فإنه يهدأ نفسياً لكن في الحقيقة قد يؤدي هذا الهوس إلى حريق مدينة باكملها !
• هوس تعاطي الخمور:- وهذا النوع يكون فيه الشخص المريض في حالة من عدم السيطرة علي النفس في احتساء كمية الخمور ويظل الشخص المريض يتناول الخمر بجرعات قد تتسبب في وفاته نتيجة التسمم .( علاج ادمان الكحول)
• هوس اقتناء الكتب:- يقوم الشخص المريض بشراء كميات من الكتب دون الحاجة اليها وقد يصل به الهوس ان يشتري عدة نسخ من نفس الكتاب وهو لا يقرأه  ألبته !
• هوس الجنس:- يعاني الشخص المصاب بالهوس الجنسي من الضلالات والتهيؤات حيث يعتقد أنه على علاقة بشخص أعلى طبقيا وقد يعيش قصة من أولها لاخرها علي أساس أنها واقع ويعيش في تهيؤاته تلك وفي حقيقة الامر لا يكون للقصة صلة بالواقع اصلاً .

ثالثاً الهوس المزمن:- تكون درجة الحدة في الهوس المزمن أخف من حدة أعراض الهوس الحاد ولكنه يستمر مع الشخص لسنوات طويلة ومن أهم ما يميز الهوس المزمن التقلبات الحادة في المزاج ما بين المرح إلى الاكتئاب ويتشابه هذا النوع من الهوس مع الاضطراب ثنائي القطبين لحد كبير .

ما هي مدة نوبة الهوس

تتراوح مدة نوبة الهوس ما بين 3 إلى 6 شهور إذا لم يتم علاجها، متوسط عدد نوبات الهوس عشر نوبات تقريباً، مدة نوبات الهوس تختلف وتتفاوت من مريض لآخر، فليست مدة نوبة الهوس مدة ثابتة عند جميع المرضى، بل وتختلف نبة الهوس نفسها في شدتها من مريض لآخر.

يصاب نسبة 85 % تقريباً من مرضى الهوس بنوبات الاكتئاب الحاد ولكن على المدى الطويل، وأغلب مرضى الهوس هم في الأساس مرضى اكتئاب.

معايير نوبة الهوس و الهوس الخفيف Mania and Hypomania

نوبات الهوس أو الهوس الخفيف كما ذكرنا بأنها إحدى مظاهر الاضطراب ثنائي القطب والتي يتميز بحدوث تقلبات مزاجية شديدة تشمل زيادة في الانفعالات في نوبة  الهوس أو الهوس الخفيف مع هبوطها متمثلاُ في الاكتئاب وتكون تلك المعدلات المزاجية بمعدلات مختلفة.

نوبة الهوس تتميز بزيادة في الانفعالات في الحالة المزاجية أو بالمزاج المتهيج بشكل غير طبيعي ومتواصل ويستمر هذا التهيج في الحالة المزاجية مدة لا تقل عن أسبوع, وتتضمن نوبة الهوس في زيادة متواصلة في الطاقة والنشاط الموجه نحو تحقيق هدف ما.

نوبة الهوس الخفيف فترة تتميز بزيادة درجة الانفعالات في الحالة المزاجية أو بالمزاج المتهيج والحساس بصورة ليست طبيعية وتستمر تلك الحالة مدة 4 أيام متواصلة على أقل تقدير، ويسمى الهوس الخفيف لأنه لا يستمر إلا أربعة أيام فقط.

ولكل من نوبة الهوس أو الهوس الخفيف وفي أثناء فترة حدوث اضطراب في المزاج وزيادة في مستويات الطاقة لدى الأفراد لا بد من وجود على الأقل ثلاثة من الأعراض الآتية أو أربعة أعراض إذا ما كان المزاج حساساَ للتهيج فقط ولا بد أن تمثل تلك الأعراض تغيراً بشكل ملحوظ في سلوك الشخص الاعتيادي وهي:-

•  تضخيم الذات أو ما يعرف بهوس العظمة.
•  قلة الحاجة إلى النوم إذ يشعر الشخص المصاب بالهوس بالراحة لثلاث ساعات نوم فقط.
• الثرثرة وكثرة الكلام بشكل غير طبيعي.
•  الأفكار المتسارعة التي تراود عقل الشخص المهووس.
•  تشتت الذهن.
•  زيادة في النشاط والطاقة الموجهة نحو تحقيق هدف ما سواء كان ذلك في الجوانب الاجتماعية أو الجوانب المهنية والعمل أو في المدرسة أو حتى في الناحية الجنسية أو في الانفعال بشكل عام.
•  القيام بالعديد من السلوكيات والأشياء الغير اعتيادية عند الشخص والتي تنطوي على احتمال كبير لحصول العواقب الوخيمة مثل الانغماس في الملذات دون أي حدود أو قيود أو القيام بالحركات الجنسية الطائشة كالغمز للبنات والنساء في الشوارع أو الاستثمارات الحمقاء التي تعد درباً من الخيال.

لا يتم تشخيص الحالة المرضية بنوبة الهوس ولا تكون الأعراض الناتجة عنها أعراض هوس، إذا كانت هذه الأعراض نتيجة  التأثيرات الناتجة عن تعاطي مادة ما أو شرب الكحوليات أو تعاطي أي من أنواع المخدرات أو نتيجة استخدام الأدوية أو بسبب حالة طبية ما.

لذا لا بد من التأكد أولا من أن الاعراض التي يعاني منها المريض هي أعراض هوس فقط وليست أعرا ض أي شيء آخر.

متى تعد النوبة نوبة هوس خفيف

لكي تعد النوبة نوبة الهوس الخفيف فهناك أعراض تتميز بها هذه النوبة البسيطة فأعراض الهوس الخفيف لا بد أن يكون هناك تغير بارز في الحالة المزاجية واداء المهام والوظائف لا يمتاز به الشخص في العادة  ولا يعرف عنه ذلك ولا تكون هذا التغير من طبيعته، عند غياب تلك الأعراض وهذا التغير البارز على الشخص الذي يلاحظه الآخرون بوضوح، يعود الشخص مرة أخرى إلى طبيعته.

لا تكون النوبة الناجمة حادة بما يتسبب في حدوث إعاقة للشخص عن العمل أو التحصيل الدراسي أو خلال الأنشطة الاجتماعية، فهذه النوبة الخفيفة تكون مؤقتة ولا تستدعي القلق والذعر، كما أنها لا تستدعي دخول الشخص المصاب بالهوس إلى المستشفى، إذ أن أعراض الهوس الخفيف تكون ليست كنوبة الهوس الحاد أو المزمن التي يمكن أن يؤذي فيها الشخص المريض نفسه ومن حوله، ويكون خطر على الجميع، ولا تتسبب نوبة الهوس الخفيف في انفصال الشخص عن الواقع وحدوث عدم استبصار ” الذهان “، وفي الغالب لا يكون من أعراض نوبة الهوس الخفيف ظهور الهلاوس البصرية والسمعية، وعندما تكون الأعراض الناتجة بسبب التأثيرات المباشرة بسبب أمر آخر مثل تناول المشروبات الكحولية أو تعاطي المخدرات أو بسبب الأدوية أو نتيجة حالة طبيبة ما وهنا لا تفسر الحالة كنوبة هوس خفيف.

لكن ليس معنى أن مريض الهوس الخفيف لا يستدعي الذهاب للمستشفى، أن نهمل في علاج مريض الهوس ، فالإهمال في علاج نوبة الهوس الخفيف هي أول عرض للإصابة بنوبات هلع وهوس مزمنة وشديدة، لذا التواصل مع مركز اشراق للطب النفسي وعلاج الادمان سيكون حلا أفضل للجميع المريض ومن حوله، لذا سنستعرض في الفقرة القادمة أفضل علاجات مرض الهوس بشكل عام والهوس الخفيف بشكل خاص.

كيفية علاج مرض الهوس

كما ذكرنا من قبل أن علاج الهوس يختلف من شخص لآخر نظراً لاختلاف حدة المرض لكن لا شك أن العلاج الدوائي والنفسي معاً من أهم ما يجب أن يتم للوصول لأفضل النتائج في علاج الهوس، فالخطة العلاجية التي تجمع بين العلاجات النفسية والعلاجات الدوائية هي أول طريق العلاج الناجح، فلا بد من الدمج بين فنيات العلاج النفسي وتأثيرات العلاج الدوائي.

أولاً العلاج الدوائي:-

•  يتم اخضاع الشخص المريض لمجموعة من الفحوصات كوظائف الكلى والغدة الدرقية ورسم القلب والحمل، للتأكد من أن هذه النوبات الخاصة بمرض الهوس هي ليست أعرا ض مرض عضوي آخر.
•  يتم اعطاء الشخص المريض العقاقير الطبية اللازمة وهي عبارة عن مهدئات  للسيطرة على التهيج ويتم الاستعانة بالمنومات كالدورميل.
•  يتم استخدام في أغلب حالات الهوس املاح الليثوم مع الأدوية المضادة للذهان.
•  يمكن الاستعانة ببعض أدوية ومضادات الاكتئاب، للتخلص من أي مشاعر قلق وتوتر.
•  يتم الاستعانة للعلاج بالصدمات الكهربائية في حالة ما إذا كانت نوبة الهوس شديدة ولكنها قد تهدد حياة المريض، وهذا ليس حلا مناسبا.

ثانياً العلاج النفسي:-

العلاجات النفسية من أهم العلاجات في علاج الأمراض النفسية، لأنها تعالج الاضطراب الذي حدث في نفسية الشخص، فيتم استخدام العلاج النفسي بالإضافة إلى العلاج الدوائي فكما ذكرنا مدى أهمية ذلك في علاج مرض الهوس.

• يبدأ العلاج النفسي من خلال استكشاف النواحي المرضية للشخص ومشاعر الوحدة ومدى هبوط قيمة الذات مع حل مشكلات الشخص المريض التي بكل تأكيد كانت سبب في إصابته بهذا المرض النفسي.
• من خطوات العلاج النفسي تبصير الشخص المريض بحالته وتعليم الشخص المصاب بالهوس كيفية التعامل مع المرض وكيفية استعمال العلاج وتعريفه الحالة عند حدوث الانتكاس وكيف يتصرف.
• قد يشمل العلاج النفسي أفراد الأسرة خاصة في حالة ما إذا كان الهوس له طبيعية وراثية، فقد يؤثر الشخص المريض على باقي أفراد أسرته بسلوكه، وقد تكون الأسرة وطريقة تعاملها كان سبب في إصابة فردها بمرض الهوس، لذا لا بد أن يكون العلاج في هذه الحالة يتضمن دور الأسرة.
• في الحالات المتأخرة ودرجات الحدة الشديدة من الهوس وعدم استجابة العلاج الدوائي والنفسي والصدمات الكهربائية،  قد يتم عمل جراحات نفسية ويكون هذا حل أخير من خلال قص الفص الجبهي، ولكن في الغالب ينجح كلا من العلاجات النفسية والسلوكية في علاج مرضى الهوس بشكل نهائي، ولكن يتضمن العلاج النفسي برامج منع حدوث انتكاسة وكيف يكون الشخص قوي البنية ويتحمل الكثير من الصعوبات دون ان تتهشم نفسسيته وتسوء.

هل يمكن علاج الهوس بالقران

علاج الاضطرابات النفسية بشكل عام يحتاج إلى العلاج الروحي، فالقران شفاء الروح والبدن، لذا في العديد في البلاد التي يغلب على أهلها طابع التدين استخدام الرقية الشرعية كجانب علاجي بجوار العلاج الدوائي والعلاج النفسي، إذ لا تعارض ألبته في العلاج النفسي والعلاج الدوائي مع العلاج بالقرآن, لذا هناك جلسات تتم مع المرضى النفسيين من أجل تحسين الحالة النفسية للمرضى والذي يساعد في التقدم بالعلاج والوصول إلى نتائج طيبة في علاج المرض النفسي, وقد اوضحت إحدى الدراسات التي اجرتها إحدى الطالبات في جامعة ام القري والتي عنوانها ” الوقاية والعلاج من الأمراض النفسية في ضوء السنة النبوية ” وقد حصلت الطالبة على درجة الماجستير وقد أكدت الدراسة أن قراءة القرآن والذكر والتسبيح والأذكار والفضفضة التي تكون من خلال الدعاء وفي الصلاة كل هذه الأمور تمدنا بالاسترخاء والهدوء النفسي، مما يساهم في التخلص من القلق والتوتر لذا تحدد مراكز العلاج النفسي والصحة النفسية جلسات نفسية في علاج الهوس بالقران والسنة النبوية والتي تفيد بشكل كبير في علاج مرض الهوس بشخص.

فالقرآن الكريم وكلام الله عز وجل هو كلام يريح النفسي ويبعث الراحة والسكينة داخل نفسية الشخص، فعندما تشعر بضيق أو تعب ليس عليك إلا قراءة القرآن الكريم، فالله يتحدث إليك مباشرة ليؤكد لك أنه بجانبك ويشعر بأزمتك، ولكن لا يزال بعض الأطباء لا يعتقدن أن للقرآن الكريم تأثير في علاج الأمراض النفسية وأنه لا بد من الاعتماد الكلي على العلاجات النفسية والدوائية فقط لا غير.

هل علاج الهوس الاكتئابي بالاعشاب علاج ناجح؟

علاج الأمراض النفسية بالأعشاب ليس وليد اليوم، ولكنها ثقافة مجتمعات وشعوب لها منابع تاريخية ولها جوانب دينية كذلك وهناك العديد من الأشخاص المرضى النفسيين، التي ترتاح نفسيتهم كثيراً للعلاج بالأعشاب فالأعشاب لها تأثير قوي في علاج الأمراض النفسية، فهناك من يتساءل عن علاج الهوس بالاعشاب وعلاج القلق بالاعشاب وعلاج الوسواس القهري بالاعشاب وغيرها من الاضطرابات النفسية، وهل بالفعل ينجح العلاج بالأعشاب في السيطرة على الأمراض النفسية ومساعدة الأشخاص المرضى على الوصول للشفاء التام، ولعل الذي دفع الأشخاص إلى البحث عن علاج الهوس الاكتئابي بالاعشاب هو الفكرة السائدة عند أولئك الأشخاص والثقافة المنتشرة في العديد من المجتمعات بأن هناك حالة من إطفاء البركة على العلاج بالأعشاب, لكن الأهم هو تنبيه أولئك الأشخاص أن علاج الهوس الاكتئابي بالاعشاب لا يجدي في علاج الاضطرابات النفسية بمفرده إذ لا بد من العلاج من خلال طرق العلاج المتبعة في دول العالم المتقدم من خلال العلاج النفسي وطرق العلاج النفسي المتعددة من العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الجمعي والعلاج الفردي وغيرها من العلاجات النفسية بجانب العلاج العقاقيري بالأدوية ومضادات الاكتئاب، والتي تتم في مصحات نفسية ومستشفى الطب النفسي، فعلاج المرض النفسي يمكن أن يتم بالأعشاب فقط ولكن في الحالات المرضية البسيطة والطفيفة، فالأعشاب تساعد الشخص على التخلص من مشاعر القلق والنوم الجيد دون حدوث اضطرابات في النوم، ولكن في الحالات النفسية كحالات الهوس سيكون من الصعوبة التعامل بالأعشاب فقط فلا بد من التدخل النفسي والدوائي لعلاج مريض الهوس، ونحن في دار اشراق للطب النفسي وعلاج الادمان نعتمد على أحدث طرق العلاج المستخدمة في العالم من خلال العلاج النفسي والعلاج الدوائي وهي الطرق المعتمدة من قبل منظمات الصحة العالمية، ولا مانع في تدخل عشبي طفيف للمريض النفسي قبل الذهاب للنوم ليحظى بنوم هادئ خالي من الهلاوس البصرية والاضطرابات ونوبات الذعر.

الهوس والادمان

إذا كنت مريض للهوس فمن المحتمل أن تكون مقبل على الادمان، وإذا كنت مدمنا (علاج الادمان على المخدرات) في الأساس فأنت عرضة بشكل كبير للإصابة بمرض الهوس، فالمواد المخدرة يمكن أن تحدث اضطرابات في الدماغ مما تساعد في حدوث أعرا ض الهوس وظهور الهلاوس البصرية والسمعية، فأنت في دائرة خطر سيكون الخروج منها أصعب ما يمكن.