انتكاسة الإدمان: أهم 5 أسباب لحدوث الانتكاسة بعد العلاج من المخدرات

انتكاسة الإدمان هو ما يتعرض له المريض من خلال إغراءات كثيرة في نمط حياته اليومية بعد خروجه من مراكز علاج الإدمان، حيث تأخذه إلى طريق العودة للمخدرات وتناولها بشكل أشرس من المرة السابقة.

ويعتقد الكثير من الأشخاص وخاصة المدمنين وأسرهم والمقربين إليهم أن علاج الإدمان من المخدرات هو توقف الشخص المُدمن عن تعاطي المخدر بعد تخليص الجسم من السموم وأثر المادة المخدرة في الجسم، لكن لا شك أن هذا الفهم خاطئ، فقد يمتنع الشخص المُدمن عن المخدرات شهور وقد تصل إلى سنوات ثم يحدث له انتكاسة الإدمان.

ومن أهم أسباب حدوث انتكاسة الإدمان هو الفشل في علاج المُدمن بطريقة صحيحة كما سنرى من خلال هذا الموضوع، والتعرف على أسباب فشل عملية علاج الإدمان على المخدرات.

أهم أسباب حدوث انتكاسة الإدمان

قبل الحديث عن أهم أسباب فشل علاج الإدمان على المخدرات وحدوث الانتكاسة النفسية، وعودة الشخص المُدمن للتعاطي مرة أخرى بعد التعافي من الإدمان، لا بُد من ذكر نقطة ركيزة في الموضوع وهي أسباب الانتكاسة وعلاجها، ومن أهم هذه الأسباب ما يلي:

  • العوامل الاجتماعية: فكلما كانت حياة الشخص المُدمن معقدة وبها العديد من المشاكل وكلما كانت هناك مشاجرات أسرية، كلما كانت هناك فرص كبرى لحدوث انتكاسة الإدمان.
  • العوامل الإنسانية والعاطفية: فعادة ما يحن الشخص لأصدقائه وزملائه أياً كان طبعهم، فكلما كان لديه علاقات بأشخاص مُدمنين كلما كان عرضة لحدوث الانتكاسة بنسبة كبيرة، وعلى النقيض تماماً، فكلما كان لديه أصدقاء داعمين له بالتوقف عن الإدمان والتعاطي، كلما ساعد ذلك في حمايته من حدوث الانتكاسة النفسية.
  • عوامل مرتبطة بالجرعة وزمن إدمانه: فكلما كانت علاقة الشخص المُدمن بالمخدرات أعمق، وارتباطاته بتجار المخدرات على نطاق أوسع، كلما زاد ذلك من احتمالية تعرضه لحدوث الانتكاسة.
  • الضغوط النفسية: أحد أسباب الانتكاسة وعلاجها يكون من خلال الاستعانة بالمشرف أو الدكتور النفسي وطلب مساعدة.
  • الخلل الحادث في خطط العلاج: وهذا ما سنتطرق في الحديث عنه عبر هذا الموضوع.

ما هي مراحل انتكاسة الإدمان؟

يتعرض المُدمن بعد الشفاء من الإدمان بشكل نهائي إلى الانتكاسة، وتنقسم الانتكاسة إلى ثلاث مراحل فيما يلي:

مرحلة الانتكاسة العاطفية

هنا يكون للمدمن رغبة شديدة للجذب نحو تعاطي المخدرات، ويعاني المريض في تلك المرحلة من مجموعة من الأعراض النفسية التي من الممكن أن تدفع المريض في التفكير حول الحصول على المخدر والتعاطي، ولكن في هذه المرحلة يكون المدمن لم يكن اتخذ قراراً بالفعل للعودة إلى المخدرات، ومن الأعراض النفسية التي يعاني منها المريض ما يلي:

  • وجود اضطرابات شديدة في النوم، مما يؤدي إلى الأرق بشكل دائم.
  • وجود اضطرابات في الأكل.
  • في أغلب الأوقات يتسم المريض بالعصبية الزائدة، بالإضافة إلى التوتر في المواقف الحياتية.
  • يتسم المريض في هذه المرحلة بالسلوك العنيف والغضب على أقل الأسباب.
  • وجود تقلبات مزاجية بصفة مستمرة.

وفي الحقيقة أن هذه الأعراض تسمى أعراض ما بعد الانسحاب، وهي أعراض طبيعية تحدث لجميع مدمني المخدرات، فهي من الأمور الطبيعية التي يجب على المريض التعامل معها بقدر كبير من الثقة والأمان، حتى يمكنه التخطي من هذه المرحلة.

مرحلة انتكاسة الإدمان

يدخل المريض في تلك المرحلة في صراع نفسي بين شخصين، أحدهما يفكر في الرجوع إلى تعاطي المخدرات، والآخر يفكر في الانتظام على علاج الإدمان ومتابعة الطبيب المعالج ودكتور نفسي، ومع مرور الوقت تتزايد الصراعات بينهم إلى أن يصل المدمن إلى نوع من أنواع القناعة الداخلية بأنه سوف يعود إلى الإدمان في أقرب فرصة، وهناك عدة علامات تظهر على المدمن في هذه المرحلة، من أمثلتها ما يلي:

  • استعادة ذكريات النشوة والسعادة عندما كان يتناول المخدرات.
  • التفكير في الأماكن التي كان يتناول فيها المخدرات.
  • التفكير في أصدقاء السوء الذي كان يتناول معهم المخدرات.
  • نسيان الآثار السلبية التي تنجم من التعاطي والإدمان.

مرحلة الانتكاس الفعلي

في هذه المرحلة يفكر المدمن في الأماكن والأصدقاء التي كان يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً أثناء تعاطي المخدرات، بالإضافة إلى عدم الحصول على أي مساعدة أو دعم من الأسرة أو الطبيب أو الأصدقاء، فيكون الأمر بالنسبة له مجرد وقت حتى يحصل على فرصة للاتصال بأحد أصدقائه المدمنين لكي يستعيد معهم ذكريات الفرح والسعادة، وبالتالي ينتهي الأمر ووقوع المدمن في فخ الإدمان مرة أخرى، ولكن في هذه المرة يكون التعاطي أشرس من المرة السابقة ويواجه صعوبة في اللجوء إلى مراكز علاج الإدمان.

ما هي أسباب الانتكاسة وعلاجها؟

أسباب انتكاسة الإدمان ما يلي:

  • لجوء بعض الأطباء إلى إتباع أسلوب علاجي عن طريق الترهيب والتخويف واختلاق القصص المرعبة، مع تقديم النصائح من خلال سرد تلك القصص ظناً منهم أن الشخص المدمن قد يتأثر ويستجيب فيرتدع، ولا شك أن هذه الطرق تضر أكثر مما تنفع، وسينعكس الأمر تماماً على حالة الشخص المريض.
  • استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في تقديم النصائح للأشخاص المدمنين من خلالها، لكن في الحقيقة المدمن لا يقرأ ولا يسمع لمثل هذه النصائح المطبوعة أو المنشورة من خلال وسائل الإعلام التي تتكلف الأموال الباهظة، فهو يعتبرها نصائح ساذجة مدفوعة الأجر تحمل الكثير من المبالغات فلا يلتفت إليها، لذا فلا يجب استخدام مثل هذه الطرق في علاج الإدمان.
  • غياب العلاج النفسي العائلي، والذي بدوره يقوم في حل المشكلات والصراعات العائلية، مما يعيد الأسرة للتماسك الوجداني والعاطفي، فهذا يساعد بشكل كبير في اكتساب أفراد الأسرة للوعي والمهارات التي تساعد المريض في مواجهة الإدمان، كما يساعد في تعديل السلوكيات الخاطئة التي تشكل أفكار الشخص المدمن وتدور في ذهنه، ولعلها تكون هي السبب الذي دفع الشخص المريض للإدمان.
  • عدم إشغال أوقات الفراغ وعدم توافر فرص العمل، أو عدم ممارسة الشخص للأنشطة الرياضية والاجتماعية ومزاولة هواياته المفضلة كالقراءة وغيره يجعل الشخص المتعافي يشعر بالفراغ والملل، وتبدأ علامات الانتكاسة من بدء لجوئه إلى أصدقاء السوء مرة أخرى ليقضي معهم أوقاته ويشغل فراغه فيسحبونه مرة أخرى للتعاطي، حتى وإن أبى في البداية إلا أنه مرة تلو مرة سيتعاطى المخدرات ولو بجرعات صغيرة، ثم ما يلبث إلا أن يعود مرة أخرى للإدمان على المخدرات.
  • التوقف عن متابعة الشخص المريض وعدم إعداد البرامج العلاجية والوقائية فيما بعد مرحلة التداوي والعلاج من الإدمان، فعلاج الإدمان على المخدرات لا يقتصر علي توقف الشخص المدمن عن تعاطي المخدر، فقد يتوقف الشخص عن تعاطي المخدرات لفترة ثم تحدث الانتكاسة ويكون أمر العلاج أصعب مما كان.
  • تساهل بعض الصيادلة في صرف العقاقير الطبية التي لا يتم صرفها إلا بإشراف الطبيب المعالج، بل قد يتساهل بعض الأطباء في وصف هذه الأدوية للمرضى، كالرهيبنول والفاليوم والموجادون، وغيرها من المؤثرات العقلية التي قد تؤدي إلى الإدمان وتعاطي المخدرات إذا تم استخدامها بجرعات كبيرة ولمدة تزيد عن شهر.

ما هي انتكاسة الإدمان النفسية؟

قد يسير الشخص في طريق الإدمان على المخدرات نتيجة للضغوط المجتمعية والمشاكل الأسرية والمعاملة الخاطئة التي يتعرض لها من قِبل الأسرة، أو ربما نتيجة لبعض الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، أو ربما لفقد شخص عزيز مقرب إليه، وحين يتم العلاج لا يلتفت إلى علاج الأسباب الرئيسية التي دفعت بالشخص إلى الدخول في عالم الإدمان، وهذا سبب رئيسي في فشل عملية علاج الإدمان، فكما يُقال في عالم الطب “يعالج العرض ولا يعالج أسباب المرض”.

ما هي علامات انتكاسة الإدمان؟

لا شك أن عملية نزع السموم من جسم الشخص المُدمن والتخلص من الآثار التي خلفها المخدر في الدم من أهم خطوات علاج الإدمان على المخدرات، لكن أن يكتفي بهذه الخطوة مع إعطاء الشخص المريض بعض المهدئات ومضادات الاكتئاب، هذا لا شك قصور ونقص في عملية علاج الإدمان على المخدرات، فمع إهمال كلاً من العلاج النفسي والعلاج الجماعي لا شك إنه ينذر بحدوث انتكاسة الإدمان وبصورة عاجلة.

ما هي علامات انتكاسة الإدمان؟

من أهم أسباب فشل علاج الإدمان وحدوث انتكاسة الإدمان هو عدم التشخيص الدقيق من قِبل الطبيب المعالج، فلا شك أن عملية التشخيص الصحيح للمرض خطوة هامة للوصول إلى العلاج المناسب الملائم للشخص المدمن، وكما يُقال “معرفة المشكلة نصف الحل”، فلا بُد من عمل دراسة شاملة وكافية للشخص المدمن مع التعرف على أسباب الإدمان، مع تحليل شامل للشخصية، فالإدمان مرض نفسي يصيب الوظائف البيولوجية والنفسية والاجتماعية للشخص المريض، فلا بُد من التعامل مع هذا المرض من جميع جوانبه حتى يتم العلاج منه بشكل نهائي.

لماذا تحدث انتكاسة الإدمان؟

افتقار برامج علاج الإدمان على برامج التأهيل النفسي بطريقة مدروسة وجادة، بحيث تتلاءم مع كل شخص طبقاً لحالته وطبيعته الشخصية والظروف المحيطة به، فهذه البرامج من أهم العوامل التي تساعد في عدم حدوث انتكاسة الإدمان.

كما تعمل تلك البرامج على رفع روح الشخص في الابتعاد عن الأسباب التي تدفعه للإدمان، بالإضافة إلى تعليم الشخص العديد من المهارات التي تساعده على اكتساب الثقة، وكيفية التصدي للمشكلات التي تواجهه، وإيجاد الحلول لهذه المشكلات بالتفكير السليم مع مواجهة الضغوط التي يتعرض لها أثناء حياته اليومية.

وفيما يلي إرشادات عدم حدوث انتكاسة الإدمان مرة أخرى:

  • تقبل وضع أنك كنت مدمن، وكن مستعداً لجميع التحديات والعقبات.
  • الصدق مع النفس.
  • لا تستحي من طلب المساعدة.
  • المواظبة على حضور جلسات العلاج الجماعي.
  • الانضمام لجلسات المساعدة الذاتية للأشخاص المُدمنين سابقاً.
  • البحث عن عمل مناسب.
  • الابتعاد بشكل نهائي عن الأصدقاء المُدمنين.
  • كافئ نفسك على كل خطوة للتقدم وتطوير الذات.
  • ممارسة الأنشطة الرياضية بشكل منتظم.
  • تعلم أساليب الاسترخاء، للتخلص من التوتر.
  • الحرص على تتبع نظام غذائي صحي من قِبل متخصصين.
  • البحث عن طرق الاستمتاع وإحداث البهجة والنشوة بشكل بديل، وبعيداً عن جو المخدرات تماماً.
  • تكوين الصداقات مع الأشخاص المُتعافين من الإدمان على المخدرات يساعد بشكل كبير على منع حدوث الانتكاسة النفسية.
  • انظر لنفسك بشكل جديد وكإنسان لم يعرف المخدرات ولا الإدمان، فهذا من أقوى الطرق لمنع الانتكاسة النفسية.
  • قُل “لا” بقوة في وجه كل من يعرضك إلى انتكاسة الإدمان.

ونحن من خلال مركز إشراق لعلاج الإدمان نقدم كافة البرامج العلاجية لعلاج الإدمان على المخدرات والقضاء على الإدمان من جذوره، وتوفير كافة سبل الراحة والاسترخاء للشخص المريض مع وضع كافة الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث انتكاسة الإدمان.