هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر

يعتبر مرض الفصام أو الشيزوفرنيا من أخطر الاضطرابات النفسية التي يمكن تشخيصها، وذلك بسبب أعراضه التي تؤثر بشدة على الشخص وجميع من حوله، حيث أن المريض بالفصام يعاني من انعزال اجتماعي وصعوبة في اتخاذ القرار والتعبير عن المشاعر، وقد تتطور الأعراض إلى هلاوس سمعية وبصرية وأحيانًا شمية، ويصعب على المريض التفريق بين الأوهام في دماغه وبين الأحداث الحقيقية، وقد يميل للأفعال العدوانية وأذية نفسه ومن حوله، لذلك فإنه في هذه المرحلة يحتاج إلى علاج ومتابعة مكثفين جدًا.
وفي هذا المقال سنتعرف أكثر على مرضى الفصام، بتقديم تعريف مرض الفصام من وجهة نظر الطب النفسي الحديث، كما سنعمل على تقديم كافة الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الفصام، والحقيقة أن العلماء حتى الآن لم تحدد الأسباب الأكيدة للإصابة بمرض الفصام، ولكنها مجرد اجتهادات وتخمينات من العلماء ومع هذا سنعمل على توضيحها للقارئ الكريم.
وسيأخذنا الحديث أيضاً إلى استعراض أهم الأعراض التي تظهر على مريض الفصام، سواء كانت أعراض جسدية أو نفسية، ومن خلال معرفة الأعراض سيتمكن القارئ من تشخيص العلاج في مراحله الأولى وبالتالي سرعة علاجه، وبالأخص مرض الفصام فكلما تم علاج الفصام بشكل سريع تجنب المريض الخضوع لعلاج عدة أمراض نفسية أخرى، كعلاج الاكتئاب، وعلاج الهلاوس، أو علاج الرهاب الاجتماعي، أو حتى علاج الهلع.
كما سنقدم من خلال المقال أهم النصائح التي تمكن الأهل من التعامل الصحيح مع المريض، لتجنب تفاقم الحالة وأيذاء النفس أو ظهور الضلالات، وبجانب ذلك سنوضح علاقة مرض الفصام بالزواج والجنس ومدى تأثيره على الحياة الزوجية، كما سنقدم بعض التجارب التي شفيت من مرض الفصام.,
ثم نقدم طرق العلاج التي يعتمد عليها الدكتور النفسي لعلاج مرض الفصام، مع تقديم بعض النصائح الهامة التي تعين أهل المريض في التعامل السليم معه بعد رحلة العلاج لمنع أي انتكاسة.

ما هي مدة علاج مرض الفصام

يتساءل الكثير من الناس -خاصة أولئك الذين يعانون من الفصام أو لديهم أقرباء يعانون منه- عن مدة علاج مرض الفصام، وللأجابة على هذا السؤال، يجب على الطبيب المعالج أولًا أن يحدد نوع الفصام الذي يملكه الطبيب بعد اختبارات كثيرة وجلسات وتحليلات، ثم إنه يجب عليه تحديد حدة المرض، وحتى بعد تحديد كل تلك الأشياء بدقة فإن الطبيب لا يكون متأكدًا تمامًا من مدة علاج مرض الفصام لدى الشخص، لأن الأشخاص غالبًا ما تختلف تفاعلاتهم وتقبلاتهم للمرض والدواء.
وهناك اعتقاد شائع لدى بعض الآباء الذين يعاني أطفالهم من أعراض الفصام وتم تشخيصهم به بالفعل، وهو أن  الأعراض ستختفي مع الوقت، لكن هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر فعلًا؟
البعض يذهب أن مريض الفصام تدهور حالته مع التقدم في العمر لذلك لا يجب الوقوف أمام مدة العلاج، فمن الممكن أن يمتد مدة العلاج إلى عدة سنوات حسب استجابة جسم المريض للعلاج إذا كان العلاج عن طريق العقاقير.
أو استجابته للعلاج النفسي الذي يكون عبارة عن عدة جلسات يحاول الطبيب من خلالها معرفة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى الإصابة بمرض الفصام، وبالتالي البدء في علاجها وتقويم سلوك المريض بشكل تدريجي، وهذا النوع من العلاج قد يطول حسب التزام المريض بالعلاج، بجانب استعداده النفسي لمساعدة نفسه في العلاج، والاعتراف بمرضه.
ومن الممكن أن يكون سبب الإصابة بمرض الفصام هو تعاطي المخدرات، والوقوع في فخ ادمانها، هنا تتحول الدفة  من علاج نفسي إلى علاج الادمان، وفي علاج الادمان قد يطول الأمر خاصة أن علاج الادمان يعتمد على عدة مراحل أولها سحب المخدر من الجسم، ثم علاج الأمراض التي أصيب بها المريض، ومن بعدها يتم خضوع المريض للعلاج النفسي، فمن الممكن أن يتعدى الأمر إلى 12 شهراً على الأقل، خاصة في حالة علاج ادمان الهيروين، أو علاج ادمان الترامادول.

لابد لمريض الفصام من العلاج من هذا المرض، ذلك لأنه لا يؤثر فقط عليه ولكن على من حوله كذلك، ولابد لمن حوله أن يهتموا به وينصحوه، ذلك لأنه لا يكون في حالة عقلية تسمح له بالاهتمام بنفسه. وقد عرفنا في هذا المقال هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر، وأجبنا على أسئلة أخرى كثيرة، ويوفرمركز اشراق للطب النفسي وعلاج الادمان كافة الوسائل والمستلزمات لمساعدة مرضى الفصام، كما أنه يوفر أفضل طاقم طبي للتعامل مع تلك الحالات وحالات أخرى كثيرة غيرها.

كيفية علاج مرض الفصام نهائيا

كيفية علاج مرض الفصام نهائيا

والسؤال الآخر الذي يُسأل بكثرة في العيادات الطبية عن مرض الفصام هو هل يتم علاج مرض الفصام نهائيا، هذا السؤال يحمل جانبين مهمين يجب مناقشتهما، أولًا ماذا يُقصد بعلاج مرض الفصام نهائيا، هل يقصد به معالجة الفصام من جذوره دون دواء، أم معالجته بأي طريقة بحيث لا تظهر الأعراض مجددًا على الشخص، إن العلماء يحاولون بكل جهد التوصل إلى حل يعالج مرض الفصام من جذوره نهائيًا، لكن وحتى هذه اللحظة فإن مرضى الفصام يبقون على دواء بجرعات قليلة مدى الحياة خوفًا من ظهور الأعراض مجددًا أو حدوث انتكاسة مفاجئة، وهذا قد يجيب على سؤال هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر، فكما هو معروف فإن السن لا علاقة له بذلك المرض من قريب أو بعيد، بل إن الشخص الذي يهمل في علاجه أو لا تتم معالجته قد تتدهور حالته مع تقدم العمر وكبر السن.
ويجب أن يحذر مريض الفصام أثناء فترة العلاج أو بعدها من الانحراف عن توصيات الطبيب بخصوص العقاقير المستخدمة في العلاج، لأن معظم العقاقير المضادة للأمراض النفسية والعصبية تحتوى على عدة مواد مخدرة تشبه إلى حد كبير الأفيون، وبالتالي إمكانية الوقوع في ادمانها عالية جداً، إذا ما تم تعاطي الدواء بجرعات زائدة عن الحد بدون علم الطبيب، كما نحذر من التوقف المفاجئ عن تعاطي تلك الأدوية، لأن أي توقف قد يؤدي إلى ظهور أعراض انسحابية خطيرة على المريض، لذا وجب متابعة الطبيب في كل صغير وكبيرة خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالعقاقير .

ما علاقة مرض الفصام والجنس

الأبحاث والدراسات التي تتحدث عن مرض الفصام والجنس قليلة جدًا، لكن الأطباء الذين تحدثوا في هذا السياق يقولون بأن مرضى الفصام يخافون من ممارسة الجنس لأنهم يربطون ما بين مرض الفصام والجنس، وقد يفقدون الرغبة تمامًا في ممارسته، وقد أكد بعض الأطباء بأن الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي تستخدم في معالجة الفصام قد تكون عدم الرغبة في ممارسة الجنس أو العزوف عنه، لكن بمجرد وقف الدواء فإن الرغبة الجنسية تعود بصورة طبيعية، وقد ينصح الأطباء بعض المصابين بالفصام بالزواج، لأن هذا قد يقلل من شعورهم بالوحدة، ويمنحهم من يهتم بهم ويرعاهم، لكن الكثير من الناس يرفضون الزواج بشخص مصاب بالفصام، من جهة لأنهم يريدون أن يعيشوا حياة طبيعية مع شركاء حياتهم، ومن جهة أخرى فإنهم يخافون أن يصاب أبناءهم بهذا المرض، لأن الفصام مرض وراثي، ويتساءلون هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر، أة هل يشفى مريض الفصام نهائيًا من المرض، والحقيقة أن مريض الفصام من الممكن أن يعيش حياة طبيعية إذا واظب على أخذ الدواء بالجرعة التي يحددها الطبيب.

هل مرض الفصام مجنون

هل مرض الفصام مجنون

يتساءل الكثير من الناس هل مرض الفصام مجنون، وهل يكون حكم مريض الفصام في الإسلام كحكم الفاقد لعقله، بسبب الأوهام والضلالات التي يراها ويسمعها هل يُرفع عنه التكليف، أو هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر، وقد سُئل الكثير من الشيوخ عن هذا الموضوع، هل مرض الفصام مجنون أم أنه يتحمل كافة التكاليف كشخص بالغ عاقل، وقد أجاب الشيوخ بأن مرضى الفصام وخاصة أولئك الذين هم في مراحل متأخرة من المرض يُرفع عنهم التكليف، أما إذا كان المريض ما زال مدركًا لنفسه ولواقعه أو إذا عُولج من هذا المرض فإنه يكون مكلفًا.

شفيت من الفصام، تعرف على التجربة بشكل كامل

شفيت من الفصام، تعرف على التجربة بشكل كامل

هناك الكثير من القصص والأخبار عن أشخاص شفيت من الفصام، وهذا ليس بمستغرب ولا مستبعد، فمرض الفصام يمكن علاجه خاصة إذا تم تشخيصه مبكرًا أو في مراحله الأولى، وقد أكد الأطباء بأن نسبة كبيرة من المرضى بالفصام يشفون تمامًا من المرض ويعودون لممارسة حياتهم الطبيعية إذا ما التزموا بالجرعة الدوائية التي وصفها الطبيب، وفي المقابل فقد حكى شخصٌ قائلًا : “الأعراض المرضية قد ظهرت علي مجددًا بعد أن شفيت من الفصام”، والواقع أن كثيرًا من المرضى قد يتخلون عن الدواء كليًا بعد ذهاب الأعراض ويعتقدون بأنهم بذلك أصبحوا محصنين ضد المرض، ولكن مرضى الفصام بالذات يحتاجون إلى متابعة مستمرة والاستمرار في أخذ الدواء حتى بعد التقدم في العمر، لأن كثيرًا من الأشخاص يتساءلون عن هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر، وهؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى توعية بالمرض وأسبابه وكيفية علاجه.

هل يشفى مريض الفصام البسيط

هل يشفى مريض الفصام البسيط

لمرض الفصام أنواع كثيرة جدًا، منها الحاد ومنها الأكثر حدة ومنها البسيط، وتختلف كل حالة عن الأخرى حتى وإن كانوا من نفس النوع، وقد كان هناك جدل واسع بين الأطباء حول تعريف الفصام وأنواعه كالفصام البسيط مثلًا، ويتساءل الكثير من الناس هل يشفى مريض الفصام البسيط أو هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر، والجواب أن الفصام البسيط يُعتبر من أصعب أنواع الفصام في التشخيص، حيث لا تظهر على الشخص هلاوس سمعية أو بصرية، ولا تكون لديه أوهام أوضلالات من أي نوع، وبسبب غياب تلك الأعراض المميزه لمرض الفصام، فإن الأطباء يجدون صعوبة في تشخيصه، ويخلطون بينه وبين الاكتئاب أو الانعزال الاجتماعي، لكن علاج الفصام البسيط سهل إذا تم تشخيصه مبكرًا قبل أن يتفاقم، لذلك فإن الإجابة على سؤال هل يشفى مريض الفصام البسيط هو نعم.

كيفية التعامل مع مريض الفصام بعد العلاج

كيفية التعامل مع مريض الفصام بعد العلاج

يتساءل الكثير من الناس عن مصير مريض الفصام بعد العلاج، وقد قلنا سابقًا مرارًا بأن مريض الفصام بعد العلاج يحتاج إلى متابعة مستمرة، حتى لا يتوقف عن أخذ الدواء، وأيضًا حتى نلاحظ سريعًا إذا بدأت الأعراض بالظهور مجددًا، ويجب توعية الأهل بمعلومات عن المرض وكيفية التعامل مع المريض، وقد حاولنا في هذا المقال الإجابة على أشهر الأسئلة التي يسألها الناس مثل هل يشفى مريض الفصام مع تقدم العمر وهل يشفى مريض الفصام البسيط وهل مريض الفصام مجنون، رغبةً منا في تثقيف الناس ونشر الوعي بهذا المرض.