علاج الهلع والخوف

الخوف أو الهلع من الحالات المرضية التي تصيب الأشخاص في أعمار متفاوتة، تأتي نوبات الخوف الشديد أو الهلع دون أي إنذارات وقد تأتي هذه الحالة في أي وقت وأي مكان، ترتبط تلك الحالة ببعض الأعراض التي من خلالها يابن الإصابة بحالة الهلع من عدمه، قد تحدث حالات الهلع والخوف مرة أو مرتين في حياة الشخص عند تعرضه لصدمة أو فقد أو التعرض لموقف أثار الذعر في نفسه، ولكن عند تكرار تلك الحالة لابد من الخضوع لعلاج الهلع والخوف بعد تشخيص الحالة من قبل الأطباء المختصين، حيث يمكن لتلك الحالات أن تأتي بمضاعفات غير مرغوب فيها، وينتج عنها حالات أكثر شدة إن لم يحدث أي تدخل علاجي، ويوجد العديد من الطرق المتبعة لعلاج الخوف والهلع سواء بالأدوية ويكون ذلك في حالات معينة، أو بالعلاج النفسي السلوكي أو بالأعشاب كل ذلك وأكثر تتناول شرحه بالتفصيل خلال السطور التالية

علاج الهلع والخوف بدون أدوية

في بعض الحالات قد لا يحتاج المريض إلى التدخل الدوائي لعلاج الهلع والخوف لذلك يُتبع بعض الطرق الأخرى للعلاج منها
العلاج النفسي يعمل العلاج النفسي بفاعلية كبيرة في علاج الهلع والخوف، حيث يسلط الضوء على المشكلات والأسباب المؤدية لتلك الحالة والتي لم يتم التخلص منها بعد حيث تعمل تلك الأسباب على تكرار حالات الهلع والخوف، وينقسم العلاج النفسي إلى قسمين علاج نفسي سلوكي، علاج بالمواجهة وسنتناول الشرح بالتفصيل خلال السطور التالية

  • العلاج السلوكي المعرفي يعمل هذا النوع من أنواع العلاج النفسى على التخلص من أساسيات الأفكار السلبية ونقاط المخاوف داخل العقل، حيث يعمل على استبدال تلك الأفكار السلبية بأخرى صحية، فقد يعاني بعض المرضى المصابين بحالات الهلع والخوف من تبني بعض الأفكار السلبية الخاطئة عن أنفسهم وبعض الأشياء من حولهم.
  • العلاج النفسي لمواجهة الهلع يساعد هذا النوع من العلاج النفسي على الكشف عن الصدمات النفسية والمواقف العاطفية التي أدت إلى ظهور تلك الحالة من الخوف والهلع مما يساعد على مواجهة تلك المخاوف والسيطرة عليها من قبل المريض بمساعدة الطبيب المختص.
  • علاج الهلع والخوف بالتمرينات
    أثبتت الدراسات أن ممارسة الرياضة تعمل على الحد من حالات الهلع والخوف، كما تعمل على زيادة الثقة بالنفس وكسر حاجز المخاوف والقدرة على مواجهة تلك المخاوف والتغلب عليها.
  • تنظيم عملية التنفس
    تنظيم عملية التنفس من الأمور التي تعمل بكفاءة عالية على التحكم في أعراض حالات الهلع والخوف مثل ضيق التنفس أو صعوبة التنفس، وتنظيم ضربات القلب، مما يعمل على زيادة الراحة والشعور بالأمان.
  • علاج الهلع والخوف بتقنية الاسترخاء
    تقنية الاسترخاء هي تمارين تشبه رياضة اليوجا تتم عن طريق التأمل الذهني والتنفس ببطئ والاسترخاء، حيث تعمل تلك التمارين على الهدوء وارتخاء الأعصاب والشعور بالراحة والتقليل من اضطرابات الخوف والهلع وتنظيم عملية التنفس والصفاء الذهني مما يعطي شعور اكبر بالراحة والإطمئنان

علاج الخوف والهلع بالأدوية

في بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى التدخل الدوائي للسيطرة على حالات الهلع والأعراض الناتجة عنها ومن بين تلك الأدوية:

  • عقار البنزوديازيبينات؛ تعد تلك الأدوية من أكثر الأدوية شهرة لعلاج حالات القلق وهي أيضاً تدخل في علاج الهلع والخوف، وهي من أكثر الأدوية  التي تعمل كمهدئ فعال يقلل من نوبات الهلع والأعراض المصاحبة لها، حيث يعمل على التخلص من النوبة في وقت قصير حيث تعمل تلك الأدوية على تثبيط النشاط العصبي المركزي داخل الدماغ مما يؤدي إلى الهدوء والاسترخاء.
  • أدوية القلق والاكتئاب تستخدم أدوية القلق والاكتئاب في علاج الهلع والخوف، حيث تعمل على تهدئة واسترخاء الجهاز العصبي، ومنها يشعر المريض بالهدوء والتخلص بالتدريج من أعراض نوبة الهلع ومن تلك الأدوية عقار البنزوديازيبينات الذي تم ذكره سابقا.
  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية تعد تلك الأدوية من أشهر أدوية القلق والاكتئاب، حيث تعمل تلك الأدوية على  السيروتونين الموجود في الدماغ والذي يعمل كناقل عصبي فتعمل تلك الأدوية على عدم امتصاصه من قبل الخلايا العصبية بالمخ، وقد أثبتت العديد من الدراسات مدى فاعلية هذه الأدوية في تحسين المزاج والتخلص من أعراض القلق ومن ثم تستخدم في التخلص من نوبات الخوف والهلع ومن أمثلة تلك الأدوية  عقار سيرترالين، و سيتالوبرام، والباروكستين، وكلها أدوية مضادة للقلق والاكتئاب.
  • علاج الهلع والخوف بالمكملات الغذائية
    يمكن علاج الهلع والخوف عن طريق المكملات الغذائية والفيتامينات مثل مضادات الأكسدة، وفيتامين د، وفيتامين ب، أو تناول الأغذية الغنية بتلم الفيتامينات حيث تعمل تلك المكملات على تعويض الخلايا التالفة بالدماغ، وضبط المواد الكيميائية بها مما تساعد على الحد من تلك المخاوف.

علاج الهلع والخوف بالأعشاب

انتشرت فكرة العلاج بالأعشاب للعديد من الأمراض النفسية، وقد لجأ إليها الكثير من المرضى النفسي معتقدين بفاعليتها بالإضافة إلى انخفاض سعرها عن العقاقير والأدوية، قد دخلت الأعشاب أيضاً في علاج حالات الهلع والخوف ومن ضمن تلك الأعشاب:

  • عشبة الجنجل: تعمل هذه العشبة بفاعلية كبيرة على استرخاء الأعصاب والهدوء والتخلص من أعراض القلق والتوتر، تستخدم عشبة الجنجل في التخلص من نوبات الهلع والخوف، والتخلص من أغراض التوبة من ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب وغيرها من الأعراض المزعجة، وضمن الدراسات التي أجريت على هذه العشبة فهي تتفاعل مع الأدوية المهدئة للأعصاب على من يتناول المهدئات تجنب هذه العشبة.
  • عشبة الناردين: تستخدم تلك العشبة أيضاً على التخفيف من حالات الخوف والقلق والتوتر تعمل كمهدئ آمن وفعال كما تساعد على التخلص من نوبات الخوف والاسترخاء والتخلص من الأرق فهي تساعد بشكل كبير على تهدئة الأعصاب.
  • زهرة العاطفة: تعد من أفضل الأعشاب التي تستخدم لتهدئة الأعصاب والحد من حالات الخوف والرهبة حيث تعمل من الأعشاب الآمنة تماماً وليس لها أي آثار جانبية، كما تساعد على الاسترخاء والنوم.
  • الخزامى: تختلف تلك العشبة عن الأعشاب السابقة فهي لا تؤخذ عن طريق الشرب حيث تحتوي على مادة سامة، ولكن تستخدم عن طريق الاستنشاق حيث تحتوي على رائحة تساعد في الاسترخاء والهدوء والحد من نوبات الهلع والخوف  ولكن لا تؤخذ أبداً عن طريق الفم.
  • البابونج: عشبة البابونج من أكثر الأعشاب المهدئة ذات الفاعلية الكبيرة، حيث تحتوي عشبة البابونج على بعض المركبات التي تتفاعل مع المستقبلات العصبية وبذلك تتحكم في شعور الهلع والخوف والتخلص من الأعراض المصاحبة لها.
  • الشاي الأخضر:  يعرف عن الشاي الأخضر أنه من أكثر المشروبات العشبية التي تساعد على التخلص من الشعور بالقلق والتوتر، وبالتالي يستخدم في التخفيف من حالات الهلع والخوف كما يعمل على تهدئة الأعصاب والتخلص من الأفكار السلبية.
  • النعناع
    عادة ما يتم تناول مشروب النعناع للتخلص من الضغوط النفسية وتهدئة الأعصاب وكل ما يصب في تلك المنطقة يتبع في حالات الهلع والخوف، حيث يعنى النعناع على الهدوء والاسترخاء.
  • اليانسون
    يعمل اليانسون كمهدئ طبيعي لعلاج التوتر والقلق، ولذلك يستخدم في علاج الخوف كما يساعد على الاسترخاء والهدوء والتخلص من أعراض نوبات الهلع والخوف.

وقد حذر العديد من الأطباء عن تناول تلك الأعشاب حيث لا تأتي بنفس النتائج مع جميع الحالات مما قد يؤدي إلى مضاعفات ونتائج عكسية، بالإضافة إلى أن بعض الأعشاب تتفاعل مع بعض الأدوية لذلك لابد من استشارة الطبيب أولاً.