علاج الهلع والخوف بدون ادوية

نوبات الهلع هي حالات مفاجئة من الخوف الشديد، وهي حالات مرضية تصيب في أغلب الأحيان الأشخاص الذين تعرضوا إلى صدمات قوية في صغرهم، مثل فقدان أحد الوالدين أو كليهما في حادث، أو في حالات الحرب والتهجير من الديار، وهذه النوبات ليس لها زمان أو مدة معينة، بل إنها تحدث فجأة دون سابق إنذار، ويُصاحب مثل تلك النوبات زيادة كبيرة في ضربات القلب ونشاط الدماغ وسرعة في التنفس وارتجاف في اليدين أو الجسم بشكل عام.
في هذا المقال سنتعرف على أعراض نوبات الهلع وعلاج الهلع والخوف بدون ادوية، وكذلك سنذكر طرق أخرى لعلاج تلك النوبات، كما أننا سنوضح أفضل الطرق للتعامل مع المصابين بتلك النوبات وعلى القارئ العزيز أن يمعن النظر في أساليب علاج الهلع، لأننا سنركز في مقالنا على الأسباب التي أدت إلى ظهور الهلع المرضي، وسنعمل على ربط الخيوط أمام القارئ للتوصل إلى السبب الحقيقي الذي أدى إلى ظهور المرض، لأن بمعرفة السبب سيتمكن بسهولة من تحديد طرق العلاج المناسبة للحالة والتي تجنب المريض أي تفاقم في المرض مستقبلاً فكلما تم اكتشاف الأسباب بصورة سريعة أصبح نسبة العلاج من المرض مرتفعة للغاية، كما يجب على القارئ العزيز أن يُسجل طرق التعامل مع المريض لأن المعاملة النفسية الصحيحة من الأساسيات والدعائم القوية التي تساعد الطبيب النفسي في العلاج بصورة كبيرة، وكما أشرنا سنذكر بعض العلاجات الأخرى التي يعمد إليها المرضي وذويهم ليس فقط في علاج الهلع ولكن أيضاً في علاج الرهاب الاجتماعي أو علاج القلق، أو حتى علاج الوسواس القهري، وتلك العلاجات قد تساعد بشكل جزئي في عملية العلاج، ولكن يبقى علاج الأمراض النفسية مضموماً إذا كان تحت إشراف أطباء مختصين في هذا المجال.

تعرف على علاج نوبات الهلع

تختلف أساليب الأطباء والمتخصصين في علاج نوبات الهلع، وقد يختلف أسلوب علاج نوبات الهلع حسب حالة المريض، فقد يرى الطبيب بأن العلاج النفسي والفكري هو الأفضل لحالة المريض، وقد يفضل العلاج بالأدوية أو العلاج البدني، ويختار الطبيب أو المتخصص الطريقة الأفضل لكل حالة حسب أفكار المريض وسلوكه وأسباب حدوث تلك النوبات له، ويصعب كثيرًا على الأطباء علاج الحالات التي لا ترى بأنها مريضة أو التي لا ترى بأن تلك النوبات هي شيء يستدعي العلاج، لأن العلاج يعتمد بصورة كبيرة على إدراك المريض لمرضه، حيث يحاول في تلك الحالة بمساعدة الطبيب استبدال أفكاره السلبية بأخرى إيجابية، والتخلص من أوهامه التي تكون سببًا في حدوث تلك النوبات، وقد أكد الأطباء بأن علاج الهلع والخوف بدون ادوية يعتمد على استجابة المريض وتفاعله مع العلاج النفسي كما أكد الأطباء في كثير من المناسبات أن مرض الهلع وعلاجه بجانب علاج الهوس وعلاج الفصام والأمراض النفسية المختلفة تلتصق بشخصية المريض ومدى تمتعه بالثقة اللازمة في النفس، ومعرفة دواخله، ومصالحة تجاربه السابقة، لذلك قد يلجأ بعض الأطباء إلى توجيه المريض إلى القراءة في كتب التنمية البشرية لمساعدته على استعادة ثقته بنفسه، وتعريفه بالإمكانيات التي يتمتع بها داخله، كما ينصح بالعلاج التأملي والذي يساعد على وصول المريض إلى درجة كبيرة من الصفاء الذهني والتي تجعله يتقبل مرضه ويحاول جاهداً للوصول إلى العلاج المناسب، كما يدعو الأطباء مرضى الهلع بالانخراط  الاجتماعي مع مجموعات بها أشخاص مروا بنفس التجارب حتى يزيد الحافز لدي المريض للوصول إلى العلاج ولا يتسلل إليه اليأس أو الإحباط، خاصة أن الأمراض النفسية قد تستغرق في بعض الحالات وقتاً كبيراً يصل إلى سنوات، حتى بعد العلاج يجب على المتعافي من مرض الهلع المداومة على حضور تلك الأنشطة والمتابعة الدورية مع الطبيب لمنع حدوث أي انتكاسات مستقبلاً.

تعتبر نوبات الهلع حالة تُصيب الكثيرين، وتكون نسبة التعافي منها كبيرة نسبيًا ومرجحة، ويوفر مركز اشراق للطب النفسي وعلاج الادمان النصائح اللازمة والإمكانيات الخاصة لاستقبال ومساعدة تلك الحالات، وقد ذكرنا في هذا المقال كل ما يحتاج أن يعرفه الشخص عن حالات الهلع وطرق علاجها بالأدوية، وطرق علاج الهلع والخوف بدون ادوية، وذكرنا أيضًا بعض الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب بتلك النوبات.

ما هي طرق علاج نوبات الهلع بالاعشاب

ما هي طرق علاج نوبات الهلع بالاعشاب

تكون نوبات الهلع والخوف مرتبطة بمخاوف معروفة ومكررة دائمًا مع كل المرضى، مثل الخوف من الموت أو المرض أو موت الأشخاص المقربين، وقد تكون على هيئة وساوس أو أفكار قهرية، وقد حاول كثير من الناس علاج نوبات الهلع بالاعشاب، مثل نبتة الناردين المعروفة باسم حشيشة الهر التي تستخدم في علاج حالات التوتر والقلق، ولكن يُنصح باستشارة الطبيب قبل المباشرة في استخدامها، ويُفضل تناولها على فترات قصيرة، وهناك أيضًا نبتة الزعرور ويُفضل استخدامها بإضافة نبات الإيشولتسيه، وهناك أيضًا نبات الكافا الذي تُستخدم جذوره في تحضير الكثير من الأدوية والعقاقير، ويظن الكثيرون بأن علاج نوبات الهلع بالاعشاب أو علاج الهلع والخوف بدون ادوية هو أفضل من العلاج بالأدوية، ولكن كما قلنا فإن هذا يعتمد اعتماد كلي على استجابة المريض لنوع العلاج المستخدم وحالة المريض بشكل عام فقد يستجيب المريض مع الأعشاب، وقد تُحدث الأعشاب نتائج عكسية تماماً وتسوء حالة المريض بشكل ملحوظ، وعلينا القول أن بعض الأعشاب أثبتت نجاحاً في علاج الضلالات، وأيضاً حالات الهلع، ولكنها أثبتت فشلاً ذريعاً في بعض الحالات الأخرى، لذا نرى من الأفضل الخضوع إلى تحاليل وفحوصات قبل تناول أي أعشاب، لمعرفة مدى تناسب العشبة مع الحالة الصحية للمريض كما أشرنا سابقاً، وأخيراً يجب على المريض الوثوق في العلاج النفسي والذي وصل إلى مستويات متقدمة للغاية، بسبب الأبحاث المتواصلة التي لا تنقطع للوصول إلى أساليب العلاج المناسبة ووضع برامج شاملة نفسية سلوكية وأيضاً دوائية مضمونة دون أي مضاعفات.

هل يمكن علاج نوبات الهلع والخوف من الموت

يعتقد الكثير من الناس بأن هؤلاء الذين يصابون بالهلع بسهولة هم ضعاف الإيمان، ودائمًا ما يُرجعون نوبات الهلع التي تصيبهم بأنه ابتعاد عن الله والدين، ويقترحون بأن علاج نوبات الهلع والخوف من الموت يجب أن يكون دينيًا بحتًا، لكن هؤلاء الناس يُغفلون جوانب أخرى كثيرة في شخصيات هؤلاء المرضى، وينسون تعقيدات الشخصية ومتقلبات الحياة وبأن الناس يتفاعلون مع الأحداث بطرق مختلفة، وقد يكون علاج نوبات الهلع والخوف من الموت دينيًا مجال مهم من مجالات علاج الهلع والخوف بدون ادوية، ولكنه بالتأكيد ليس المجال الوحيد، وقد يُستخدم بجانب  تقنيات أخرى، وقد لا ينجح مع كل الشخصيات.

وقد لا يحبذ الكثير من الناس استخدام الأدوية التي يصفها الأطباء خوفًا من التعقيدات النفسية المستقبلية، لكن هذه الاعتقادات غير صحيحة، فإذا التزم الشخص بما يصفه له الطبيب وبالجرعات الصحيحة للأدوية فإنه سيجني ثمارها دون الوصول لتعقيدات ما بعد الإقلاع.

ما أسماء ادوية نوبات الهلع

ما أسماء ادوية نوبات الهلع

تكون ادوية نوبات الهلع الخيار الأول الذي يلجأ إليه الأطباء النفسيين، فمن جهة فإن نتائجه سريعة بالمقارنة مع العلاج النفسي، ومن جهة أخرى فإن ادوية علاج الهلع أبسط بكثير من العلاج النفسي للهلع فهي لا تأخذ الوقت والمجهود الذي يتطلبه العلاج النفسي، لكن قد تكون الميزة في العلاج النفسي هي أنها تعالج المشكلة من جذورها، فالعلاج بالكلام كما يسميه الأطباء النفسيون قد ينفس كثيرًا عن الشخص ويجعله قادرًا على مواجهة مخاوفه بدلًا من الخوف منها، وقد يكون هذا النوع من علاج الهلع والخوف بدون ادوية هو الأفضل، خصوصًا لتلك الحالات التي تعرضت لصدمات في الصغر.

هل يتم الشفاء التام من نوبات الهلع

هل يتم الشفاء التام من نوبات الهلع

يتساءل الكثير من الناس عن إمكانية الشفاء التام من نوبات الهلع، أم هل تبقى معه طوال حياته، وقد أكدت دراسات كثيرة بأن الأشخاص المصابين بنوبات الهلع ينقسمون إلى ثلاثة مجموعات، الثلث الأول يشفون شفاء تام من المرض، والثلث الثاني يتأرجحون بين التحسن ورجوع الأعراض، والثلث الأخير لا يشفون أبدًا، ويُعتقد بأن الثلث الأول والذي يمثل الشفاء التام من نوبات الهلع بأن شخصيته وتفاعله مع مرضه ورغبته في التخلص منه هو السبب الأساسي في الشفاء.
هناك اعتقاد شائع بأن العلماء قد توصلوا إلى إمكانية علاج الهلع والخوف بدون ادوية، وهذا اعتقاد خاطئ، وحتى مع وجود الأدوية فإن العلاج يبقى مؤقتًا ومرهونًا باستجابة المريض، وليس هناك أي شيء مؤكد في هذا المجال، حيث أنه قد رصدت حالات لأشخاص أُصيبوا بتلك النوبات ثم اختفت بعد سنة أو سنتين، وآخرون بقيت معهم تلك الحالات لفترات أطول أو أقصر، وحالات لم تشفى أبدًا، وكما قلنا فإن المريض هو الذي يحدد نسبة تحسنه أو انتكاسته.

ه ينجح علاج نوبات الهلع بالرقية الشرعية

هل ينجح علاج نوبات الهلع بالرقية الشرعية

قد يكون علاج نوبات الهلع بالرقية الشرعية هو أحد أنواع علاج الهلع والخوف بدون ادوية، لكنه ربما لا يُعول عليه في حالات كثيرة، ربما يكون علاج نوبات الهلع بالرقية الشرعية مفيدًا في حالات الهلع الفردية التي تحصل مرة بسبب شيء معين، لكنه لا يصلح بالتأكيد للحالات طويلة المدى لأنها تكون أعقد وأعمق من الحالات الفردية، ويمكن التمييز بين نوبة الهلع والخوف العادي من الأعراض المصاحبة لمثل تلك الأعراض، فدائمًا ما يصحبها:

– تسارع نبضات القلب
– سرعة التنفس والإحساس بالاختناق
– التعرق الشديد والارتجاف الشديد
– تشنجات في البطن
– الشعور بالغثيان

هل يوجد حالات شفيت من نوبات الهلع

هل يوجد حالات شفيت من نوبات الهلع

هناك كثير من القصص عن حالات شفيت من نوبات الهلع، وهذا ليس بمستغرب، فإن نسبة 33% من المرضي بنوبات الهلع والخوف يشفون تمامًا من تلك النوبات، ونسبة 33% أخرى قابلة للاستقرار التام باستخدام علاج الهلع والخوف بدون ادوية، وقد تكون قراءة تلك القصص عن حالات شفيت من نوبات الهلع محفزًا لأولئك الذين يعانون من صعوبة في مقاومة النوبات، وقد تعطيهم دافعًا للبحث عن علاج مناسب لحالتهم أو على الأقل زيارة طبيب نفسي أو الاتصال بمتخصص.