علاج المرض النفسي الوراثي

إذا كنت تعاني من اضطراب عقلي أو نفسي وتفكر في إنجاب أطفال أو لديك أطفال بالفعل، فإن أحد الأسئلة التي ربما تطرحها على نفسك هو ما إذا كان بإمكانك نقل اضطرابك العقلي أو النفسي إلى طفلك، فبعد أن ثبت علمياً أن جينات الأمراض النفسية يمكن أن تنتقل بالوراثة كمعظم الأمراض التي تصيب الإنسان، وبعد أن ثبت أيضاً أن المرض النفسي من أشد الأمراض خطورة، أصبح لزاماً علينا التعرف أكثر على علاج لهذه الأمراض، وخصيصاً الوراثية منها كالاضطرابات والتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) والاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب الشديد وانفصام الشخصية، والجدير بالذكر أن العلاج لهذه الأمراض لن يكون سهلاً كما هو متوقع، فعلاج المرض النفسي الوراثي ربما يحتاج إلى مصحات نفسية علاجية شأنه كشأن الأمراض الأخرى، وربما لا يحتاج أيضاً، وهذا ما سنتطرق إليه في السطور التالية وهو علاج الأمراض النفسية الوراثية، فتابعوا معنا.

طرق علاج المرض النفسي الوراثي

توجد أنواع مختلفة من الطرق التي تستخدم لعلاج المرض النفسي الوراثي، ومن أفضل هذه الطرق:

1- العلاج المعرفي السلوكي:

تعتمد فكرة هذا النوع من العلاج على الحديث المباشر بين المعالج النفسي والمريض في محاولة من المعالج لتغيير طريقة تفكير المريض واتجاهاته من السلبية إلى الإيجابية، وكذلك محاولة مساعدة المريض على فهم وتحليل نفسه وأفكاره ومشاعره وردود أفعاله والوصول للأسباب التي تدفعه للتصرف بالطرق المختلفة وكيف يمكن علاج كل ذلك وكيف يمكنه الوثوق بنفسه والتعامل معها بشكل صحيح.

2- العلاج الاجتماعي:

تتمثل فكرة العلاج الاجتماعي للمريض في المجتمع من حوله، وذلك لأن أكثر من يؤثر في الفرد هم المحيطين به، ويشمل هذا المجتمع أهله وأقاربه وأصدقائه، حيث يقوم الطبيب بمساعدة المريض على تنظيم العلاقات والتفاعلات ما بينه وبين من حوله بطريقة انسيابية ومرنة ومتفهمة حتى يصل إلى السلام النفسي والأمان والاستقرار بداخله وهذا ما يساعده على مقاومة المتاعب النفسية التي يشعر بها.

3- العلاج الدوائي:

من العنوان يمكننا فهم أن العلاج الدوائي سيتم عن طرق تناول الأدوية والعقارات الطبية للتخلص من المرض النفسي الوراثي، ولكن بالطبع لا يمكن تناول هذه الأدوية بدون استشارة الطبيب ولا يمكن التوقف عنها ولا مضاعفة الجرعة أو تقليلها او استبدال النوع دون الرجوع للطبيب كذلك، ومن أنواع هذه الأدوية ما يلي:

  • مضادات للاكتئاب: وهي تستخدم لعلاج العديد من الأمراض النفسية كالتوتر والخوف والاكتئاب والعديد من الأمراض الأخرى، ولا يمكن للمريض تناولها من تلقاء نفسه، بل يجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة والمدة ودرجة الاستجابة للدواء.
  •  الأدوية المضادة للقلق: وهي أدوية تستخدم في التقليل من نسبة القلق والاضطراب الذي قد يعاني منها المريض النفسي، وهي أيضاً لا يمكن تناولها دون استشارة الطبيب.
  • مضادات الذهان: يقوم الأطباء بوصف هذا النوع من الدواء لمعالجة اضطرابات التفكير والاضطرابات ثنائية القطب والأوهام.
  • مثبتات المزاج : توصف هذه العقاقير من قبل الأطباء المختصين في حالة الاحتياج لعلاج بعض الأمراض النفسية مثل مرض الهوس أو الانفصام وغيرهم.
  • المنبهات العصبية: وقد يطلق عليها أيضاً المنبهات النفسية وهي العقارات التي يصفها الطبيب لعلاج بعض حالات الاكتئاب وانخفاض المعنويات وأيضاً لعلاج أنواع الاضطرابات الذهنية.

والجدير بالذكر أن بعض الأطباء قد يلجؤون في بعض الأحيان للجمع بين نوعين أو أكثر من هذه الأدوية السالف ذكرها حسب حالة المريض، وننوه هنا بعدم استخدامها من تلقاء النفس بل يجب أخذها تحت إشراف الأطباء المختصين والالتزام بكافة التعليمات فيما يخص جرعات الدواء وأوقاته وتقليله أو مضاعفته حتى لا يتعرض المريض للضرر بدلاً من أن يتعافى.

مركز اشراق للطب النفسي به أفضل علاج بالأدوية وعلاج بالتأهيل النفسي لجميع الأمراض النفسية يمكنك الاتصال والاستفسار على 00201003222228.

طرق علاجية تكميلية أخرى تستخدم في علاج المرض النفسي الوراثي

بعد أن يقوم الأطباء بتشخيص نوع المرض النفسي الوراثي الذي يعاني منه المريض ووصف وتحديد العلاج المناسب، هناك بعض العلاجات الأخرى التي تعتبر خطوات مكملة تكمل العلاج السالف ذكره، حيث يقوم الأطباء بوصفها عندما تتطلب الحالة فقط وليس بشكل دوري كالدواء ومنها:

1- استخدام الصدمات الكهربائية للعلاج:

يلجأ الطبيب لتعريض المريض لما يسمى الصدمات الكهربائية عندما تصبح حالته صعبة العلاج بالطرق العادية وهي ما يطلق عليها حالات مستعصية.

2- الاسترخاء والتأمل كطريقة لعلاج الأمراض النفسية:

قد يصف الأطباء هذه الطريقة وحدها للعلاج عندما تكون الحالة بسيطة وقد يصفونها بجانب العلاجات الأخرى التي سبق وأن ذكرناها عندما تكون الحالة المرضية أشد، وفي كلتا الحالتين فهي طريقة مفيدة حتى للأشخاص الغير مرضى عندما يمرون بالأحداث الحياتية الغير سارة، وهي طريقة تساعد على استرخاء وراحة الجسد والسماح للمشاعر الإيجابية بالسريان داخل العقل والتأمل في المناظر المريحة التي تبعث في النفس الهدوء والاطمئنان والسلام والأمان، وتنجح هذه الطريقة في بعض حالات القلق أو الاكتئاب وما يوازيهما من أمراض نفسية.

3- العلاج باستخدام الأعشاب الطبية:

يصف الأطباء هذه الطريقة لبعض المرضى في حال يرون أن العلاج بالعقارات والأدوية الكيميائية لن يجدي بالنفع معهم بل وقد يكونون ليس بحاجة المواد الكيميائية أصلاً، لذا فبعض الأمراض النفسية قد تتعالج بالأعشاب بوصف من الطبيب، والجيد في الأمر أن الأعشاب ليس لها آثار جانبية سيئة للغاية كالعقارات الطبية.

4- العلاج النفسي بالإبر الصينية:

وهي طريقة اكتشفها وتوارثها واستخدمها وتداولها قاطنو دول شرق آسيا وهم يعتقدون بنجاحها وبتحقيقها لنسب شفاء عالية جداً، لذا فقد تداولتها مختلف دول العالم وبدأوا في استخدامها منذ ما يقرب من خمسة عشر عاماً، ولكن هناك القليل من الأبحاث التي تؤكد على أنه يمكن علاج الأمراض النفسية الوراثية بهذه الإبر، ولكنها لا تزال طريقة مطروحة ومستخدمة، وتعتمد فكرتها على أن جسم الإنسان يحوي ثلاث مئة وخمسون مركزاً للطاقة، وأن وخز هذه المراكز بالإبر يعمل على إعادة توزيع الطاقة في الجسم بالتوازن المطلوب فيشفى الجسد.

5- العلاج بالموسيقى والفنون:

ظهرت هذه الطريقة مؤخراً وشرع الكثير من الأطباء في استخدامها لعلاج بعض الأمراض النفسية حيث يقوم المريض بالتعبير عن نفسه وعما يشعر به وعما لا يستطيع البوح به للآخرين عن طريق الفن، ويرى الأطباء أن هذه الطريقة تحقق نسب شفاء عالية بالذات في الحالات الغير سيئة تماماً، وتشمل الفنون النحت والرسم والتلوين والأعمال اليدوية والرقص وما إلى ذلك.

6- الصبر والتسليم:

وهي الطريقة النهائية عندما لا يكون هناك حلول طبية مجدية، فهنا يلجأ الأطباء لنصح المريض بالتسليم بقضاء الله والصبر على الابتلاء ومحاولة تخطي العثرات التي تحدث في حياته والصبر عليها ومحاولة إشغال النفس بأشياء أخرى وأعمال وإنجازات وفعاليات حتى تخفف من وطأة المتاعب النفسية وتصرف انتباه المريض بعيداً عن التركيز في أمراضه.

7- حمية الغذاء:

اعتقاداً بأن “المعدة هي بيت الداء” بمعنى أن كل الأمراض الجسدية تبدأ من الغذاء، فقد اعتمد بعض الأطباء إلى أن هناك بعض الأمراض النفسية قد يكون سببها الغذاء، لذا فهذه الخطوة تعتمد على عمل بروتوكول غذائي يتبعه المريض يحتوي على وجبات معينة بها عناصر غذائية تناسب حالته وتخفف من متاعبه النفسية وقد تصل به إلى التعافي، كما ويقوم الأطباء بتنحية الوجبات والأطعمة التي يعتقد بأن تركيبها وتأثيرها قد يفاقم حالة المريض.

ما هي الأمراض النفسية التي تنتقل بالوراثة وكيفية العلاج منها؟

توجد مجموعة من الأمراض النفسية التي تنتقل بالوراثة، نذكر منها ما يلي :

أولاً: الفصام:

وهو من أشد أنواع المرض النفسي، ويتمثل في وجود اضطراب شديد يؤثر في شخصية الفرد وسلوكه ومشاعره وأفكاره، حيث أنه قد يسمع أحياناً أصواتاً لا يسمعها غيره وقد يتحدث إلى أشخاص غير موجودين وقد يظن بأن أحداً يراقبه ويريد إيذاؤه.

العلاج:

يمكن علاج الحالات الخفيفة من الفصام في المنزل بعد استشارة الطبيب، ولكن عند ملاحظة أعراض انفصام الشخصية ينصح بمراجعة مستشفيات الطب النفسي على الفور، والفصام ليس له علاج دقيق ومحدد ولكن يمكن تقليل الأعراض وإدارتها عن طريق:

  • المركبات الكيميائية والأدوية.
  • محاضرات تعليم استراتيجيات إدارة الذات.
  • العلاج السلوكي والمعرفي والنفسي والدعم من المجتمع.

ثانيا: التوحد:

وهو ينتشر كثيراً بين الأطفال تحديداً وتتلخص أعراضه في تغيرات في السلوك وانعزال وقلة الكلام ورفض التواصل اجتماعياً واضطراب في التعامل مع الآخرين.

العلاج:

  • اتباع مناهج علاج صعوبات التعلم.
  • تقوية اللغة عن طرق الاختلاط بالآخرين.
  • العلاج السلوكي والمعرفي.

ثالثاً: الاضطراب النفسي:

وهو يعني أن ينتقل الفرد من حالة إلى حالة أخرى دون أسباب، أي أن حالته المزاجية والنفسية تتغير باستمرار ولا تكون مستقرة دائماً دون مبرر واقعي أو منطقي.

العلاج:

  • يمكن العلاج باستخدام بعض الأدوية والعقارات الطبية.
  • عن طريق جلسات العلاج النفسي مع الطبيب المعالج.
  • في الحالات الشديدة يتم استخدام بعض الأساليب التكميلية التي ذكرناها سابقاً.

والجدير بالذكر أن هذا النوع من الأمراض كلما تم اكتشافه بسرعة كلما كان العلاج أسرع وكلما زادت نسبة الشفاء منه.

رابعاً: الاكتئاب:

حالة من انعدام الاهتمام بأي شيء من النشاطات اليومية وفقدان الشهية للطعام وصعوبة في النوم، وعند الأطفال يضاف عليها البكاء بدون سبب.

العلاج:

  • العلاج الدوائي بواسطة مضادات الاكتئاب.
  • العلاجات التحفيزية للدماغ.
  • العلاج النفسي والمعرفي والسلوكي.

خامساً: فرط النشاط:

أغلب حالات فرط النشاط تظهر عند الأطفال في بداية أعمارهم، وهي تتلخص في عدم استطاعة الشخص الجلوس مستقراً، كما أنه يحدث الكثير من الصخب بسبب الصراخ المستمر.

العلاج:

  • باستخدام الأدوية والعقاقير الطبية.
  • الخضوع لجلسات العلاج النفسي.

هل يمكن علاج المرض النفسي الوراثي أم أن ذلك مستحيل؟!

الإجابة هي نعم، يمكن علاج المرض النفسي الوراثي إذا تمسك الفرد بالله ثم بالأمل ثم بعد ذلك السعي، فهناك الكثير من المراكز الطبية التي تعرض خدماتها العلاجية لمثل هذه الأمراض النفسية، ومن هذه المراكز المتميزة مركز الإشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان والذي يمتاز بأن لديه طاقم طبي ذو خبرة وكفاءة عالية في مجال العلاج النفسي.

كما أنه لديهم من الضمير والإخلاص والأمانة ما يجعلهم يحترمون المريض ورغباته ولا يفرضون عليه طرق علاجية تضره باعتباره مريض نفسي وليس لديه القدرة على الاختيار، في مستشفى الإشراق نحن نفهم ما تشعر به وما تعاني منه وما يسبب لك المتاعب تحديداً، ونسعى للوقوف على المسببات الأساسية وعلاجها من جذورها، ثق بأنك لن تندم بعد ذهابك لمستشفى الإشراق، فقط بادر باتخاذ الخطوة، فمستشفى الإشراق ستعيد لحياتك الإشراق من جديد.