طرق معالجة الفصام

يُصنف مرض الفصام الذهاني أو كما يُعرف عالميًا بالشيزوفرنيا بأنه اضطراب نفسي حاد يصيب 1% من الناس، وكلمة الفصام تعني الانفصال عن الواقع وهو العرض الأشهر في هذا المرض، وقد يفهم الكثيرون خطأ بأن الفصام أو الشيزوفرنيا تعني تعدد الشخصية أو الازدواجية، ويرجع هذا لوسائل الإعلام والأفلام التي تعطي انطباع خاطئ عن المرض، ويعاني المصابين بالفصام برؤية هلاوس بصرية لا يستطيع الشخص السليم سماعها، ويخلط بينها وبين الواقع ولا يستطيع التفريق بين هلاوسه وما يحدث في العالم الحقيقي، وهذه المشكلة قد تؤذيه وتؤذي من حوله.

وفي هذا المقال سنحاول تقديم كل ما يخص الفصام للقارئ الكريم، حتى يتمكن من معرفة مرض الفصام بشكل علمي خاصة وأن الكثير من النفس يخلطون بين مرض الفصام وبين أمراض نفسية أخرى كما سبق وأوضحنا.

 لذا سيجد القارئ الكريم في هذا المقال التعريف العلمي المأخوذ به في عالم علم النفس والأمراض النفسية، كما سنقدم بعد التعريف الأسباب التي أوردها علماء النفس في الكتب والمواقع والندوات والمحاضرات التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الفصام، رغم أن تلك الأسباب محل خلاف حتى وقتنا الحالي، وسنزيد على ذلك توضيح كامل لأهم الأعراض التي يتعرض لها المريض المصاب بالفصام، مع شرح لأنماط السلوك التي يتبعها في المواقف الاجتماعية المختلفة.

 وعند معرفة تلك الأعراض ستمكن القارئ من تشخيص المرض بمجرد ملاحظة ظهورها على المريض، كما سنتعرف سوياً على أهم طرق علاج الفصام والتي يقوم بها دكتور الأمراض النفسية في مصحات ومراكز علاج الادمان خاصة وأن علاج الفصام ليس بالأمر الهين ويحتاج إلى أطباء على درجة عالية من الكفاءة والخبرة بسبب تشابك أمراض نفسية أخرى معه، فيضطر الطبيب إلى علاج أكثر من مرض كعلاج القلق، وعلاج الاكتئاب، وعلاج الهلاوس، علاج الضلالات، بجانب علاج الوسواس القهري أيضاً، ونأمل من الله تقديم الإفادة الكاملة لزائري موقع إشراق الطبي. 

كم تبلغ مدة علاج مرض الفصام؟

مدة علاج مرض الفصام؟

تكون مدة علاج مرض الفصام أول سؤال يتم سؤاله للطبيب المعالج بعد أن يتم تشخيص الشخص بمرض الفصام، ويرجع ذلك إلى خوف الناس من طول مدة علاج مرض الفصام التي قد تستغرق سنوات عدة، رغم أنه قد تم تسجيل حالات تتحسن في شهر أو شهور قليلة.

لكن لا يتعامل جميع الأشخاص بشكل واحد مع العلاج، ولا يسجلون بالتالي نفس النتائج، وقد تختلف النتائج أيضًا بسبب اختلاف طرق معالجة الفصام من طبيب إلى آخر، لكن في معظم الأحيان فإن للأطباء وسائل معينة متشابهة لمعالجة الحالات مع مراعاة الفروق الشخصية ونوع الفصام الذي أُصيب به الشخص.

ومن أنواع العلاج المتبعة في علاج مرض الفصام العلاج الدوائي، والذي يلجأ فيه الطبيب النفسي إلى عدة عقاقير تساعد المريض على الوصول إلى درجة كافية من الاسترخاء وصفاء الذهن، كما تساعد على سحب الشحنات الكهربية الزائدة داخل المخ، وبالتالي أعادة التوازن للمريض، وهناك أيضاً العلاج المعرفي، وهنا يتبع الطبيب طريق المحاورة مع المريض بتبصيره بمرضه وخطورته، وضرورة الخضوع لعملية العلاج، وإذا ما استطاع الطبيب إقناع المريض بمرضه يكون قد تخطى نحو عشرين بالمائة من رحلة العلاج، لأن بمجرد إقرار المريض بمرضه سيبدأ هو نفسه بمحاولة العلاج الذاتي، وإزالة الضباب من عقله، كما سيلتزم بخطة العلاج وهذا يسرع كثيراً من علاج الفصام.

 كما يمكن أن يتبع الطبيب خطة العلاج النفسي وفيها يخضع المريض لعدة جلسات يقوم فيها الطبيب بطرح عدة أسئلة، أو الاستماع للمريض، وتدوين الملاحظات للوصول إلى السبب الرئيسي الذي أدى إلى الإصابة بالمرض، عندها سيتجه الطبيب مباشرة لعلاج الأسباب التي أدت لظهور المرض، وقد يكون سبب الإصابة بمرض الفصام هو ادمان المخدرات، عندها سيبدأ المريض علاج الادمان أولاً، كعلاج ادمان الهيروين، وعلاج ادمان الترامادول، وعلاج ادمان الكبتاجون، بعدها سيخضع لعلاج نفسي شامل بعد التأكد من خلو الجسم من أي مواد مخدرة.

يُعتبر مرض الفصام من أشهر أنواع الأمراض النفسية، حيث تعتبر أعراضه من أخطر الأعراض وأكثرها حدة، ويحث مركز اشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان جميع الأشخاص الذين يشكون بمرضهم بهذا المرض على استشارة الطبيب، وقد وفر المركز طاقمًا طبيًا قويًا مجهزًا بأحدث الوسائل والإمكانيات، ومزود بأحدث طرق معالجة الفصام وأمراض نفسية أخرى كثيرة، ومتابعة المرضى خلال فترة الشفاء والتعافي.

هل يمكن علاج مرض الفصام نهائيا؟

هل يمكن علاج مرض الفصام نهائيا؟

لقد اعتقد العلماء وحتى فترة قريبة بأن علاج مرض الفصام نهائيا صعب جدًا، ولكننا نرى الآن مرضى الفصام وهم يعودون إلى حياتهم الطبيعية مع المحافظة بالطبع على الالتزام بجرعات الدواء الذي يحددها الطبيب ومتابعة الطبيب باستمرار، لذلك فإن علاج مرض الفصام نهائيا أصبح ممكنًا، خاصة الحالة التي يتم اكتشافها مبكرًا، والأنواع التي تحمل أعراض أخف من الأخرى، وقد تختلف طرق معالجة الفصام حسب نوع الفصام وحدته أيضًا، وهذا يفتح لنا سوالًا مهمًا وهو ما هي أنواع الفصام وفيما تختلف بعضها عن بعض. يصنف العلماء مرض الفصام إلى:

– الفصام البسيط: يصعب تشخيصه ولكن يسهل علاجه.
– الفصام البارانوي: يتميز بهلاوس وأوهام.
– الفصام المتبقي: الانغلاق على النفس والانسحاب المجتمعي واضطرابات عاطفية.
– الفصام الكتاتوني: يتميز باضطراب في الحركة.

ومن الطبيعي أن نقول أن كل نوع من أنواع الفصام له خطة علاج مختلفة عن النوع الآخر، ولكن على وجه العموم يتبع الدكتور النفسي أنماط علاجية معروفة مثل العلاج الدوائي، العلاج المعرفي، العلاج السلوكي، العلاج النفسي، وأخيراً العلاج بجلسات الكهرباء.

ما آخر اكتشاف لعلاج جديد للفصام؟

يحاول العلماء مؤخرًا اكتشاف علاج جديد للفصام لا يكون الشخص فيه بحاجة للاستمرار عليه مدى حياته، وأفضل دواء تم اكتشافه حتى الآن هو دواء يتم أخذه كل شهر أو كل ثلاثة أشهر، وهذا قد يوفر على الأسرة أعباء التأكد من أخذ المريض للدواء كل يوم، بل وتمنح المريض الإحساس بأنه شخص طبيعي لا يحتاج إلى الدواء كل يوم ليبقى سليمًا.

لكن الاتجاه الآن منصب على اكتشاف علاج جديد للفصام يُعالج المشكلة من جذورها، وهنا نصل إلى أحدث اكتشاف تم التوصل له في هذا المجال، حيث يعتقد بعص العلماء بأنهم توصلوا إلى اكتشاف الجين الذي يسبب مرض الفصام، وإذا كان هذا صحيحًا فإنه سيفتح المجال لاكتشاف طرق لمعالجة الفصام والتخلص منه نهائيًا، بل إنهم قد يحددون الأجنة التي قد تحمل هذا الجين، وربما يستطيعون التخلص منه في يوم ما.

ما هو افضل علاج للفصام الذهاني؟

ما هو افضل علاج للفصام الذهاني؟

يعتقد العلماء بأن افضل علاج للفصام الذهاني هو الاكتشاف المبكر للمرض، لأن هذا سوف يوفر على المريض الكثير من المضاعفات، بل ويجعله أكثر قابلية وتقبل للعلاج، وللأسف بسبب جهل الكثير من الناس بهذا المرض فإنهم يظنون بأن هناك علاجًا قد يعالج الفصام نهائيًا، ويظنون أنه خطأ الطبيب إذا لم يُعالج المريض أو إذا طالت فترة علاجه.

الحقيقة بأن الكثيرين يجهلون طرق معالجة الفصام أو كيفية التعامل مع مريض الفصام، ويجهلون بأنه ربما يبقى على الأدوية لبقية حياته، لذلك فأثناء علاج المريض يجب تثقيفه وتثقيف أهله عن المرض، ويجب ملاحظة أن افضل علاج للفصام الذهاني هو الاكتشاف المبكر ومتابعة المريض أولًا بأول.

ما خطوات علاج الفصام بدون دواء؟

ما خطوات علاج الفصام بدون دواء؟

يتجه العلماء في عصرنا هذا إلى علاج الفصام بدون دواء والقضاء عليه من جذوره، وقد أصبحوا يقتربون شيئًا فشيئًا من هذا الهدف، فالعلماء يتوقعون أن تصبح طرق معالجة الفصام بدون دواء ممكنًا في المستقبل القريب، لكن حتى وقتنا الحالي لم يتم اكتشاف طرق معالجة الفصام بدون دواء.

وقد ظن العلماء بأن معرفة أسباب حدوث الفصام قد تدلهم على بداية الطريق للتخلص من المرض، لكن حتى الآن لم يتم معرفة الأسباب الواضحة وراء حدوث ذلك المرض، بل كل ما يمكن إيجاده بهذا الخصوص هي عوامل الخطورة التي تزيد من فرصة الإصابة بالأعراض، مثل:
– العوامل الوراثية
– التدخين
– الانعزال عن المجتمع
– اكتئاب ما بعد الولادة عند النساء
– الإدمان على المخدرات
– الأمراض العضوية
– خلل في كهربة الدماغ
– الحصول على صدمة نفسية

هل يتم علاج الفصام بالاعشاب؟

هل يتم علاج الفصام بالاعشاب؟

يتساءل الكثير من الناس عن إمكانية علاج الفصام بالاعشاب، في الواقع أنه لم تظهر أي دراسة تثبت فعالية الاعشاب في علاج الفصام، لكن للأسف فإن الكثيرين يصدقون علاج الفصام بالاعشاب ويعتبرونها من طرق معالجة الفصام، وهنا يأتي دور الأطباء في توعية الناس وتقديم المعلومات الصحيحة ووضع حد للإشاعات، بل ويجب عليهم كذلك توعية المرضى بخطورة مرضهم، لأن أغلب المرضى بالفصام لا يؤمنون بأنهم يحتاجون للعلاج، ويجزمون دائمًا بأنهم بخير ولا يحتاجون للدواء، وقد يظن بعضهم مِن مَن وصلوا لمراحل متقدمة في المرض أن الناس تريد أذيتهم أو قتلهم، أو أن العالم كله يتآمر عليهم، لذلك فإن إقناع المريض بمرضه هي من أهم خطوات العلاج وأولها.

كيفية علاج الفصام البسيط؟

كيفية علاج الفصام البسيط؟

الفصام البسيط هو من أنواع الفصام التي ذكرناها سابقًا، حيث يصعب تشخيصه بالمقارنة مع باقي أنواع الفصام، لأن مريض الفصام البسيط لا يُظهر علامات مرض الفصام الواضحة مثل الهلاوس والأوهام والتخبط العقلي، فكل ما يُظهره هو ميل للانعزال وعدم الاختلاط بالمجتمع والناس، وهذه هي مجرد أعراض مشتركة مع أمراض أخرى كثيرة، وإذا لم يتم تشخيص المرض مبكرًا فإنه قد يتحول إلى نوع آخر من الفصام، وتظهر عليه الأعراض المحتملة لمريض الفصام.

ورغم كون تشخيص هذا النوع من الفصام صعب نوعًا ما بسبب غياب الأعراض، فإن علاج الفصام البسيط يُعتبر أسهل بكثير من علاج الأنواع الأخرى، فعلاج الفصام البسيط قد تستغرق وقتًا أقل للشفاء والتعافي عن باقي الأنواع الأخرى من مرض الفصام، وتختلف طرق معالجة الفصام حسب النوع، فهناك أنواع يكون علاجها أسهل، وهناك أخرى تستغرق وقتًا طويلًا في التشافي.