العلاج النفسي للقلق

يعتبر القلق حالة طبيعية تحدث كرد فعل من الجسد تجاه ما نمر به في حياتنا اليومية من مشاكل وخلافات واضطرابات ومسئوليات مكثفة، ولكن هناك بعض الحالات والمشاعر الغير طبيعية والتي تفوق الشعور الطبيعي للقلق، وعندما تحدث هذه الحالات فإنها تحتاج لعلاج نفسي على الفور، وهذا ما سنتحدث بصدده في مقالنا هذا عن العلاج النفسي للقلق فتابعوا معنا.

العلاج النفسي للقلق

يعتبر العلاج النفسي أو ما يسمى بالعلاج بالكلام طريقة فعالة لعلاج الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية والعاطفية التي قد تصيب الفرد، والعلاج النفسي مجال واسع وكبير وله أفرع كثيرة ومتعددة، ولكن عندما نتحدث عن العلاج النفسي للقلق فإننا سنذكر أنواع العلاج النفسي التي تفيد وبشكل خاص في علاج القلق، وهذه الأنواع هي:

أولاً : العلاج السلوكي المعرفي للقلق:

لقد أثبت هذا النوع من العلاج نجاحاً باهراً في علاج اضطرابات القلق، وتقوم فكرته على تحديد عدد من الجلسات بواسطة المعالج النفسي للمريض حسب حالته ودرجة صعوبتها، يقوم المعالج في هذه الجلسات بالاهتمام بعنصرين أساسيين هما الأفكار والسلوكيات، حيث ينصب تركيز المعالج على جعل المريض يسرد كل ما يفكر فيه بالتفصيل ويسأله عما يقلقه تحديداً وعما يخالجه من شعور وأفكار سلبية تجعله في حالة من القلق الدائم، ثم بعد ذلك يقوم المعالج بتعديل هذه الأفكار وتغير مسارها واتجاهها من الناحية الإيجابية إلى الناحية السلبية وبالتالي تتغير معها سلوكيات وردود أفعال وتصرفات المريض أيضاً من الاتجاه السلبي إلى الاتجاه الإيجابي فيقل الشعور بالقلق حتى يتلاشى.

ثانياً : العلاج عن طريق ما يسمى بالوعي التام (التأمل):

ويعني الوعي التام أن يدرك الفرد اللحظة التي يعيشها وأن ينتبه لها جيداً دون أن يركز مع الأفكار الخارجية التي تتسلل إلى تفكيره وتشتت انتباهه، حيث أفادت الدراسات أن هذه الطريقة نجحت بشكل كبير مع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق تحديداً، فهي تساعد على التركيز على جسد الفرد وتعديل وضعيته والتركيز كذلك على عملية التنفس وجعلها تتم بعمق وهدوء ومخاطبة العقل الباطن وتنظيم الأفكار وإبعاد المشاعر والتخيلات السلبية التي تؤدي إلى القلق.

ثالثاً : العلاج الفردي للقلق:

وتعتمد فكرته على أن يقوم الطبيب بتخطيط مجموعة من الجلسات مع المريض تتم في أوقات معينة وعلى فترات محددة يقوم فيها بالتحاور مع المريض بكل أريحية وإزالة جميع الحواجز حتى يتمكن المريض من سرد جميع التفاصيل، ولا يوجد منهج محدد يسير من خلاله هذا النوع من العلاج بل هو في الأصل يهدف إلى تقبل المريض كما هو والتواصل النفسي والروحي معه واستعراض أفكاره وتخيلاته والمواقف التي تحدث معه ومشاعره وما يخيفه ويقلقه ثم العمل على تعزيز الشعور بالاطمئنان لديه ومناقشة مخاوفه وأسباب قلقه ووضعها في الإطار والحجم الصحيح لها وعدم التقليل منها وعدم إصدار الأحكام الجزافية عليه ثم تقديم النصيحة والمشورة التي تهدف الوصل إلى الحل والعلاج المناسب.

رابعاً : الطب الوظيفي لعلاج القلق:

تكمن فكرة العلاج بالطب الوظيفي في البحث عن الأسباب أو المسببات الجذرية للمشكلة، فهي تمعن في شخصية الفرد ودواخله والدوافع التي أدت إلى شعوره بالقلق منذ بدء الأمر، وللطب الوظيفي مجموعة من الاختبارات يتم إجراءها على المريض ومن ثم تحديد الأسباب وراء اضطرابه سواء ما إذا كانت وراثية أو نفسية أو اجتماعية، ثم عمل خطة علاجية متكاملة الجوانب لعلاج هذه الأسباب.

خامساً : علاج القلق بالتعرض:

في هذا النوع من العلاج يقوم المعالج بتعريض المريض للمسببات التي تثير قلقه بطريقة منظمة وتدريجية وتحت إشرافه حتى يمكنه السيطرة عليها في الوقت المناسب، وللعلاج بالتعرض أنواع وطرق مختلفة يختار منها المعالج الطريقة المناسبة لتطبيقها على كل حالة على حدة.

سادساً : علاج القلق عن طريق إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة:

ويتضمن هذا النوع برنامج من 8 مراحل ملخصها استدعاء الذكريات المزعجة والمواقف التي تؤدي إلى القلق والتوتر ثم التركيز على حركة العين أثناء هذه العملية ومن ثم مساعدة المريض على تغيير اتجاه أفكاره ومشاعره من الاتجاه السلبي إلى الاتجاه الإيجابي حتى يتبدد خوفه وقلقه.

سابعاً : دمج الأدوية بالتوازي مع العلاج النفسي:

بعض حالات اضطراب القلق قد تكون خطيرة ولا يمكن علاجها بالطرق النفسية وفقط، بل تحتاج إلى دمج العلاج الدوائي مع النفسي بصورة منظمة حتى يتم التعافي، ومن هذه الأدوية المستخدمة لعلاج القلق:

  • مضادات الاكتئاب:
    وتنقسم إلى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRI) ومثبطات امتصاص السيروتونين والنورإيبينفرين (SNRI)، وهو النوع الذي يحتل الصدارة من أنواع علاجات القلق، وفي حالات اضطرابات القلق الشديدة يمكن استخدام:
    وفينلافاكسين “إفيكسور إكس آر”.
    إسكيتالوبرام “ليكسابرو”.
    وباروكستين “باكسيل، وبكسيفا”.
    وديولوكستين “سيمبالتا”.
  • بوسبيرون:
    وهو يستخدم لعلاج أنواع اضطرابات القلق سواء الحادة أو المزمنة، وهو يقوم بتغيير كيمياء المخ ويتحكم في مزاجه حتى يساعد في التقليل من القلق، ولكن يؤخذ عليه أنه يحتاج للاستخدام لفترة وجيزة حتى يحدث تأثيراً، كما أنه غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى والكبد، وأيضاً يحتوي على آثار جانبية غير مريحة على الإطلاق كالصداع والغثيان وصعوبات النوم.
  • البنزوديازيبينات:
    تعتبر البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) من الأدوية المهدئة التي تعمل على ارتخاء العضلات وتهدئة الأعصاب، ويحدث ذلك عن طريق تحفيز أنواع معينة من النواقل العصبية “وهي الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية بين الأعصاب وبعضها البعض”، وقد أثبتت هذه الأدوية نجاح وفعالية في على علاج  مختلف أنواع اضطرابات القلق، ومن أشهر هذه الأدوية: الالبرازولام (Alprazolam)، والديازيبام (Diazepam)، واللورازيبام (lorazepam).
  • مضاد الاكتئاب ثلاثي الحلقات:
    هذا النوع من الأدوية يشبه في عمله وتأثيره الأدوية المثبطة لامتصاص السيرتونين الانتقائية، وهي تستخدم في علاج بعض أنواع اضطرابات القلق، ومن أشهر أنواعها (كلومبرامين، وإميبرامين)، ويجدر التحذير من استخدامها للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرض من الوفيات بسبب الأزمات القلبية المفاجئة، كما يمنع استخدامها بالتزامن مع أدوية مثبطات أكسيداز أحادي الأمين.
  • مثبطات الأكسيداز أحادي الأمين:
    يمكن أن تساعد هذه الأدوية في السيطرة على اضطراب القلق والتوتر، ومن أنواع هذه الأدوية (إيزركاربوكسازيد، وفينيلزين) ويجب أخذ التاريخ الطبي للمريض قبل استعمال هذا النوع من الأدوية وعدم استخدامها بالتزامن مع بعض الأطعمة وخصيصاً الغنية بالتايرومين، كما ويحظر تناولها بالتزامن مع بعض الأدوية كالأدوية المثبطة لامتصاص السيرتونين الانتقائية، فقد يؤدي استخدامهما سوياً إلى الإصابة بمتلازمة السيرتونين.
  • حاصرات مستقبلات بيتا:
    الاستخدام الأساسي لهذه الأدوية هو علاج الاضطرابات التي تحدث في القلب، ولكن ثبت علمياً قدرتها على تخفيف أعراض القلق والتوتر.

إن كنت بحاجة إلى العلاج للقلق النفسي فهذا يجب أن يتم في مركز طب نفسي فننصحك بالخضوع لعلاج مركز اشراق للطب النفسي وعلاج الادمان الموفر لجميع طرق العلاج للقلق الشديد والعلاج النفسي والاكتئاب من خلال احسن استشاريين نفسيين.

نصائح للتخفيف من حالات القلق

  • الامتناع عن تناول الكافيين والكحوليات.
  • أخذ قسط يومي كافي من النوم.
  • الاهتمام بممارسة الرياضة بشكل منتظم.
  • ممارسة التأمل وتمارين اليوجا والتنفس العميق.
  • الحفاظ على التوازن في الغذاء وتناول الأطعمة الصحية.
  • الابتعاد عن الأشياء التي تثير القلق والتوتر.
  • الابتعاد عن الوحدة والعزلة.

وفي نهاية الأمر يجب أن تدرك تماماً أننا جميعاً نعاني من اضطرابات نفسية من واقع حياتنا باختلاف درجاتها، ولكن بوجود مستشفيات مثل مستشفى الإشراق للطب النفسي وعلاج الإدمان نحن دائماً في أمان، فمستشفى الإشراق كفيلة بعلاج اضطراب القلق بأحدث الطرق العلاجية وعن طريق أكفأ الأطباء وأمهر الطواقم الطبية، مستشفى الإشراق .. ستعيد لحياتك الإشراق.