يعتبر مرض الاضطراب الوجداني من أخطر الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، لأنه يمكن أن يصل بالمريض إلى الانتحار، وذلك بسبب الحالة المزاجية المضطربة التي يمر بها المريض، ومن خلال هذا المقال سوف نتحدث عن مرض الاضطراب الوجداني بشيء من التفصيل، وعلاقته بالحب والإبداع، وكيف يمكن أن يؤثر مرض الاضطراب الوجداني بالزواج والجنس ، وأيضا سوف نوضح أسباب ذلك المرض وكيفية التعامل مع المرضي وطرق العلاج.
علاقة اضطراب ثنائي القطب والحب
تتأثر المشاعر الإنسانية بالحالة النفسية للفرد بشكل كبير، ومن أكثر الأمراض النفسية التي تؤثر على مشاعر المصاب به مرض الاضطراب الوجداني أو كما يطلق عليه ثنائي القطب، لأن المريض بهذا المرض يصبح متقلب المزاج فهو يجمع ما بين النقيضين حالة الاكتئاب الشديد التي تجعله يشعر بالحزن واليأس ويميل للعزلة وحالة الهوس والتي تكون عبارة عن نشاط زائد وبهجة وكثرة الكلام وفرط الحركة، تلك الحالتين التي يؤثرا بشكل كبير على حياة المريض وفي هذه الفقرة سوف نعرض علاقة اضطراب ثنائي القطب والحب.
فهذا المرض يجعل المريض به يتعامل مع من يحبه بمزاجية وذلك ما يلاحظه الطرف الآخر، فخلال نوبة الهس الذي يصاب بها المريض يصبح أكثر بهجة ونشاطا واقبالا على الحياة مما يجعله يقوم بالكثير من الأشياء المبهجة والشيقة مما يكون له أثر إيجابي ومبهج على الطرف الأخر فهو يشعره بمزيد من الحب والاحتواء والشغف، والعكس تماما أثناء نوبة الاكتئاب التي تجعل المريض أكثر حزنا وعزلة وغير راغب في التعامل مع أي شخص ولا يريد الطرف الآخر ويشعره بالكره والنفور وأنه لا يريد رؤيته مرة أخرى.
ولذلك يجب على الطبيب المعالج شرح طبيعة المرض للطرف الأخر والمحيطين بالمريض وذلك لقوة تأثير مرض الاضطراب الوجداني و الزواج أيضا حيث أنه عند عدم معرفة شريك العلاقة بطبيعة المرض تحدث خلافات قد تصل إلى الانفصال بسبب حدة تلك النوبات.
يعتبر مركز اشراق من أفضل وأكبر مراكز الطب النفسي وعلاج الإدمان، لذلك لأنه يجمع مجموعة من أمهر الأطباء المتخصصين في علاج الاضطرابات والأمراض النفسية والذين يستخدمون أحدث الطرق العلاجية لمستخدمة في العالم للقضاء التام على جميع الأمراض والتمتع بحياة مستقرة وهادئة.
علاقة اضطراب ثنائي القطب والإبداع
علاقة اضطراب ثنائي القطب والإبداع
طبقًا للأبحاث التي أجريت على مجموعة من الأفراد الذين يعانون من هذا المرض، وجد أن هناك علاقة بين الاضطراب ثنائي القطب والإبداع، حيث وجد أن معظم الأفراد المصابون بهذا المرض طرأت عليهم بعض التغيرات، ومن ضمن هذه التغيرات، الحماس، الحيوية، وتضخم الذات، وفرط الثقة بالنفس، كما أن عدد ساعات النوم بدأت في الانخفاض، كما أنه وجد أنهم حققوا الكثير من النجاحات والإبداعات على مستوى حياتهم المهنية، ولكن بعد إصابتهم بمرض اضطراب ثنائي القطب قد أصبح من الصعب عليهم القيام بالأعمال المهنية، وذلك بسبب ضعف قدرتهم على التركيز، كما أن التعايش مع أعراض الاكتئاب والهوس يمكن أن يؤدي إلى الانتحار، وهذا يكون في مرحلة النوبات أما في غير ذلك يكونوا أكثر ابداعا ومن هنا تكون علاقة بين اضطراب ثنائي القطب والإبداع أكثر تعقيدا، ويمكن التغلب عليها من خلال المتابعة مع طبيب متخصص في علاج ذلك الاضطراب لخبرته العالية في كيفية تجاوز تلك النوبات بحيث لا تؤثر على الفرد بشكل سلبي.
علاقة الاضطراب الوجداني والجنس
تتأثر حياة الفرد كثيرا بالضغوط النفسية والعصيبة التي يتعرض لها أثناء يومه مما يؤثر بشكل كبير على حياته الزوجية والرغبة الجنسية لديه هذا في حالة الإنسان العادي، فماذا عن علاقة الاضطراب الوجداني والجنس.
هناك علاقة وطيدة بين الاضطراب الوجداني والجنس، وذلك لتقلب حالة المريض المزاجية بشكل كبير بين الاكتئاب والهوس، فأثناء نوبات الاكتئاب التي يصاب بها المريض تقل الرغبة الجنسية لديه بشكل كبير وقد يمتنع عنها نهائيا و قد يصل إلى حد النفور من الشريك، أما في أثناء نوبات الهوس يحدث العكس حيث تزداد الرغبة الجنسية لدى المريض بطريقة جارفة حتى أنها قد تصل أحيانًا إلى الاغتصاب أو الانتهاك الجنسي أو تعدد العلاقات الجنسية رغبة منه في الممارسة الجنسية بصفة مستمرة، مما يكون له آثر كبير على حياة المريض مما يجعلها غير مستقرة ويعرضه للكثير من المشكلات، ونظرا لما تم ذكره عن تأثير الاضطراب الوجداني والجنس فبذلك تتأثر علاقة الاضطراب الوجداني والزواج.
ومن هنا يكون التواصل مع الأطباء المتخصصين أمر في غاية الأهمية للسيطرة على أعراض المرض حتى لا تتأثر حياة المريض.
ما هي أسباب اضطراب ثنائي القطب
ما هي أسباب اضطراب ثنائي القطب
هناك علاقة وطيدة بين الاضطراب الوجداني والزواج مما أوجد الكثير من حالات التفكك الأسري بسبب ذلك الاضطراب وذلك لعدم معرفة الشريك بطبيعة المرض المزاجية.
مما جعل هناك اهتمام كبير لمعرفة السبب وراء هذا المرض، ورغم البحث المتفاني من الأطباء والعلماء لمعرفة السبب إلا إنه إلى الآن لم يتم التوصل إلى السبب الرئيسي للمرض ولكن قد تم إرجاع الإصابة به إلى عدة عوامل وهي:
- الجينات الوراثية
فالجينات الوراثية تؤثر بشكل كبير على استعداد الشخص لاكتساب هذا المرض، فمرض الاضطراب الوجداني يكون أكثر انتشارًا بين الأفراد الذين لديهم أقارب يعانون من هذا المرض، وخاصة أقارب الدرجة الأولى، أما الدرجة الثانية فهي تؤثر أيضًا ولكن ليس بقوة الدرجة الأولى.
- حدوث خلل في كيمياء المخ:
وذلك نتيجة للتفكير بشكل مبالغ فيه، حيث أن معظم الأشخاص الذين يصابون بهذا المرض يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء.
- الضغوط النفسية والعصبية:
الضغوط النفسية وإن كانت ليست سببا أساسيا في الإصابة بالاضطراب الوجداني إلا إنها أحد العوامل التي تؤثر على الحالة النفسية للشخص.
لذلك سرعة اكتشاف المرض والتعامل معه يكون له تأثير كبير في الوصول إلى حالة الاستقرار وعدم تطور الحالة المرضية وإمكانية السيطرة عليها وذلك حتى لا تتأثر علاقة الاضطراب الوجداني والزواج بشكل كبير، وذلك لآن الأطباء يقومون بشرح الحالة المرضية للشريك وتعريفة بالطرق الصحيحة للتعامل أثناء النوبات.
هل يمكن شفاء مريض ثنائي القطب
هل يمكن شفاء مريض ثنائي القطب
تتأثر علاقة مريض الاضطراب الوجداني بمن حوله تأثير سلبيا ومن أبرز تلك العلاقات علاقة الاضطراب الوجداني والزواج، فعلى الرغم من أن المريض قد يكون محبا للشريك قبل ظهور أعراض المرض إلا أن طبيعة المرض يكون تأثيرها قوي جدا على تلك العلاقة نظرا للتقلب الشديد في الحالة المزاجية للمريض بين الاكتئاب الشديد والهوس الشديد أيضا، مما جعل السؤال عن إمكانية شفاء مريض ثنائي القطب أكثر طرحا.
فبالرغم من التطور العلمي في مجال الطب النفسي إلا إنه إلى الآن لم يتم التوصل إلى دواء نهائي للشفاء من هذا المرض، ولكن يتم استخدام داخل مركز اشراق للطب النفسي وعلاج الادمان أفضل الطرق والبرامج الحديثة للوصول بالمريض إلى حالة تامة من الاستقرار والتي تكون الأقرب إلى الشفاء التام بإذن الله وتشمل تلك البرامج على:
- العلاج الدوائي:
ويتم استخدام تلك الأدوية بناء على نوع الاضطراب الوجداني ومدة قوته فهي بذلك تختلف من مريض لآخر، وتشمل تلك الأدوية على مثبتات المزاج والتي تستخدم للسيطرة على نوبات الهوس، مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ويتم الجمع بينها في بعض الحالات حتى يتم السيطرة الكاملة على الاكتئاب وكمثبت للمزاج، مضادات القلق وتستخدم للتخفيف من حدة القلق والتوتر التي تنتاب المريض.
- العلاج النفسي:
والذي لا غنى عنه في التعامل مع المريض والذي يتم من خلاله التعرف على أفكار المريض ومعتقداته الخاطئة والسيطرة عليها.
- العلاج المعرفي السلوكي:
ويتم من خلاله تدريب المريض واكسابه بعض المهارات التي تمكنه من التعامل مع المجتمع وكيف يمكنه السيطرة على نفسه أثناء تلك النوبات والتعامل معها بشكل صحيح.
- الدعم الأسري:
ويكون من خلال تعريف الأسرة بطبيعة المرض وكيفية التعامل مع المريض ودعمه نفسيا لكي يتخطى النوبات دون حدوث أي ضرار عليه أو على المحيطين به.
- العلاج بالصدمات الكهربائية:
ذلك النوع الذي يكون الخيار الأخير في السيطرة على الاضطراب الوجداني بعد عجز العلاج النفسي والدوائي من إعطاء نتيجة فعالة.
- العلاج الروحاني:
وهو ليس طريقة اساسية في العلاج ولكنه يكون ضمن الوسائل المساعدة التي تعطي المريض قدر كبير من الراحة والطمأنينة والسكينة.
ويتم وضع البرنامج العلاجي بعد التشخيص الدقيق للحالة والتعرف على شدة الأعراض ومدى تطور الحالة، حيث يتم الجمع بين تلك الطرق للوصول إلى حالة تامة من الاستقرار للمريض، ومن جانب آخر يقع دور كبير على المريض في الشفاء وذلك من خلال مدى التزامه بتعليمات الطبيب المعالج وتناول الأدوية بانتظام.
هل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مرض مزمن
هل الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مرض مزمن
يعتبر الاضطراب الوجداني ثنائي القطب مرض مزمن حيث قد يستمر مع المريض طيلة حياته ويحتاج إلى علاج طويل المدى، وذلك لكي يتم السيطرة على تقلب الحالة المزاجية التي تصيب المريض والتي تؤثر على حياته وتهددها بالانهيار.
ويتكون علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من العلاج الدوائي ويكون عبارة عن مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان ومضادات القلق وأيضا مثبتات المزاج وذلك لكي يتم السيطرة على نوبات الاكتئاب والهوس، ويشمل أيضا العلاج على العلاج النفسي السلوكي والذي يتم من خلاله اكساب المريض بعض المهارات السلوكية وتغير نمط حياة الفرد وأيضا يتم من خلاله إعطاء بعض النصائح للمحيطين بالمريض حول كيفية التعامل معه أثناء تلك النوبات.
فالاكتشاف المبكر للمرض يعطي فرصة أكبر للسيطرة عليه والحد من تطوره بحيث لا يؤثر على حياة المريض بشكل سلبي.
كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
المريض النفسي يكون أكثر حساسية من الإنسان العادي في والتأثر بردود فعل المحيطين به تجاه تصرفاته مما يجعل التعامل معه يكون بحرص شديد، ومن هنا سوف نقوم بعرض كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب:
- التحلي بالصبر واحتواء المريض.
- عدم الضغط على المريض لكي يختلط بالآخرين، لأن ذلك يجعله سريع الغضب، فهو يحتاج لبعض الوقت لكي يستطيع العودة للمجتمع مرة أخرى بشكل طبيعي.
- الابتعاد عن نقد تصرفات المريض بصفة مستمرة، لأن ذلك يجعله ينزعج ويغضب.
- عدم مراقبة المريض بصفة مستمرة.
- توضيح الصورة الحقيقة للموقف ولكن دون الضغط عليه وذلك لما ينتاب المريض من تخيلات وشكوك.
هذا ويقوم الأطباء في مركز اشراق بتوضيح أكثر لكيفية التعامل حتى لا يحدث للمريض أي انتكاسات.