الاضطراب الوجداني والجنس، مرض الاضطراب الوجداني أو الهوس الاكتئابي هو مزيج بين حالتين الاكتئاب والهوس مما يجعل مريض به في حالة تضارب شديد في التعامل مع من حوله أو تكوين علاقات، فأثناء تلك النوبات لا يكونن واعيا لتصرفاته وهذا ما يؤثر عليه بشكل سلبي ويسبب له العديد من المشكلات، ومن خلال مقالنا الاضطراب الوجداني والجنس سنحاول فهم العلاقة بينهما وأيض العلاقة بين الاضطراب الوجداني والزواج والابداع وكيف يمكن أن يؤثر بهم والتعرف أيضا على اسباب الاضطراب الوجداني طرق علاجه ومدته هذا بالإضافة إلى نصائح تتبع للتعامل مع المريض حتى لا تحدث له أي انتكاسات.
ما هي اسباب الاضطراب الوجداني
الاضطراب الوجداني هو عبارة عن اضطراب عقلي ونفسي يتمثل في تقلب حاد في الحالة المزاجية بين أقصى درجات الاكتئاب إلى أقصى درجات الهوس، مما يجعل المريض في حالة ذبذبة في المشاعر مما يكون له تأثير قوي على جميع علاقات المريض والتي من بينها تأثير الاضطراب الوجداني على الجنس والذي يعرض المريض إلى الكثير من المشكلات.
وبالرغم من التقدم الذي يحدث في مجال الطب النفسي إلا إنه إلى هذا الوقت لم يتم التوصل إلى السبب الرئيسي في الإصابة بذلك المرض، وكل ما تم التوصل إليه ما هو إلا عوامل تساعد على ظهر المرض ولكنها ليست أساسية , وتنقسم تلك العوامل إلى:
عوامل بيولوجية مثل:
- عوامل وراثية: حيث هناك دراسات تفيد بأن في حالة إصابة أحد أقارب الدرجة الأولى بالمرض يكون هناك استعداد لدى الشخص للإصابة به.
- تعاطي الأم أثناء الولادة للعقاقير أو الكحول.
- مرض جسدي أو إعاقة جسدية.
- سوء التغذية.
- تلف في مناطق في المخ.
يوجد أسباب اجتماعية وأسرية ومنها:
- ضعف بنية الشخص الداخلية وعدم قدرته على التصدي لمشكلاته.
- المشكلات الأسرية مثل الانفصال الأسري.
- الاهمال من قبل الآباء والأمهات ونقص الإشراف عليهم.
قد يتم اعتبار تلك العوامل ضمن اسباب الاضطراب الوجداني ولكن لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل حيث إنها ليست أساس كما ذكرنا سابقا فأسباب وأعراض الأمراض النفسية متعددة ومتداخلة إلى حد كبير مما يجعل علاجها لا يكون إلا من قبل متخصصين ذوي خبرة عالية في مجال الطب النفسي وذلك لكي يتمكنوا من تشخيص الحالة والبدء في العلاج بشكل فعال وسليم.
مركز اشراق للطب النفسي وعلاج الادمان، يوجد به أفضل فريق طبي مختص في علاج الاضطراب الوجداني بكل أنواعه، ويقدم لك المركز أفضل طرق واساليب للعلاج حتى تتخلص من كافة الأمراض والاضطرابات النفسية بشكل نهائي.
ما علاقة الاضطراب الوجداني والزواج
ما علاقة الاضطراب الوجداني والزواج
يمتلك الأشخاص الذين يعانون من الاضطراب الوجداني العديد من الصفات الجيدة، ولكن في بعض الأحيان يظهرون أيضًا صفات غير مرغوبة مثل الانسحاب والانفعال والاكتئاب، فقد يحبون شيءً ما وبعد فترة يكرهون نفس الشيء وبشدة مثل العلاقة الجنسية فالاضطراب الوجداني والجنس يؤثران على بعضهم البعض، فمريض الاضطراب الوجداني في بعض الأوقات يكون راغب في العلاقة الجنسية ويصل إلى درجة الشراهة الجنسية وممارسة العلاقة أكثر م مرة مما يسبب ضرر للشريك ،وفي أوقات أخرى لا يرغب في الممارسة بل يصل إلى درجة الغضب والثورة إذا ما تم ذكر أنه مارس العلاقة أثناء نوبته، وبسبب تلك الاضطرابات والمعاملة المذبذبة من المريض لشريكه وعدم معرفتهم بحقيقة أن الشخص مريض وأن ما يحدث رغم عن إرادته فقد كثرت الخلافات الزوجية وزادت حالات الطلاق.
ولذلك يرى الأطباء أن سرعة اكتشاف المرض والتعامل معه وشرح طبيعته للشريك يكون له أثر كبير في المحافظة على الحياة الزوجية ومساعدة المريض على الشفاء، فقد أثبتت بعد التجارب أن نسبة الشفاء للمرضى من الاضطراب الوجداني من خلال التدخل الدوائي والعلاج السلوكي بوجود الشريك أعلى بكثير من الحالات التي تتلقى العلاج بمفردها وذلك لما يقدمه الشريك من مساعدة واحتواء للموقف والمحافظة على التزام المريض بالدواء وحرصة على سرعة التعافي.
فالجميع معرض للاضطرابات النفسية ولذلك يكون حسن التصرف وتلقي المساعدة اللازمة من المتخصصين أفضل وأسرع حل للتخلص من أي اضطراب بدون حدوث أي أضرار على المريض أو من حوله.
ما علاقة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والابداع
يعاني الأشخاص المصابون بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب من مزيج من حالتي الهوس والاكتئاب لذلك أطلق عليه قديما اسم الهوس الاكتئابي.
فخلال المراحل المبكرة من نوبات الهوس، يكون المريض في حالة من السعادة والنشاط والإقبال على القيام بالعديد من الأنشطة في وقت واحد وأقل حاجة للنوم ولا يشعر بالتعب مما يجعل لديه وقت كبير وهناك بعض الأدلة على أن العديد من المبدعين المعروفين يعانون أو عانوا من اضطراب وجداني ثنائي القطب لبعض الوقت، وهنا تظهر العلاقة بين الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والابداع.
فيلاحظ على المصابين بمرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب أثناء نوبة الهوس أنهم يركزون بشكل أفضل في الفئة المهنية الأكثر إبداعًا، وأنهم يفضلون الانخراط في أنشطة إبداعية في العمل، أما في نوبات الاكتئاب فيكون العكس تماما حيث ينعزل المريض وتصيبه حالة من الحزن الشديد والكسل وعدم الرغبة في ممارسة أي نشاط من أي نوع.
وحالة التذبذب والتناقض لا تؤثر على حياة المريض العملية فقط بل أيضا هناك علاقة بين الاضطراب الوجداني والجنس حيث إن المريض أثناء مرحلة الهوس يكون لديه شغب كبير بممارسة العلاقة الحميمة مما قد يؤدي في بعض الأوقات إلى تعدد علاقاته بينما أثناء نوبة الاكتئاب يكون في حالة عزوف تام وعدم رغبة في الممارسة أو التحدث عن هذه العلاقة نهائيا، لذلك يجب الحرص في التعامل مع المريض والالتزام بالتعليمات التي يقررها الطبيب النفسي للوصول بالمريض إلى حالة من الاستقرار الشفاء.
مع هي علامات انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
ما هي علامات انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
انتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب يمكن أن تحدث بكل سهولة وفي أي وقت، لذا لا بد من المتابعة والمراقبة المستمرة لمريض الاضطراب الوجداني، ويوجد بعض العلامات التي تدل على أن هذا المريض عرضة لانتكاسة ومنها:
- التغيرات الجسدية:
ربما تكون التغييرات الجسدية هي علامات الانتكاس، لذلك يجب الانتباه وملاحظة أي تغيرات جسدية عل المريض، فعلى سبيل المثال هل يشكو المريض من الصداع أو آلام في المعدة أو آلام في الظهر؟ هل يعاني من اضطرابات في الشهية؟ أو اضطرابات في النوم؟
- تغيرات تحدث في سلوك المريض:
هل يشعر المريض بقلق؟ هل أصبح سريع الانفعال، هل يتحدث بسرعة؟ هل يتخذ قرارات متهورة؟
- تحديد الأسباب:
بعد أن الانتباه إلى التغييرات الجسدية والسلوكية، يتم طرح أسئلة عن سبب تلك التغيرات فهل هناك مشكلة في العمل؟ أم هل حدث جدال مع شخص عزيزي؟.
كل هذه العلامات إن ظهرت على مريض الاضطراب الوجداني فهو قد تعرض بالفعل لانتكاسة الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، فيمكن أيضًا أن تكون العلاقة الجنسية والزواج هو سبب من أسباب حدوث هذه الانتكاسة وذلك في حالة معرفة الشريك بتأثير مرض الاضطراب الوجداني على العلاقة الحميمة.
هل يمكن شفاء مريض الاضطراب الوجداني
هل يمكن شفاء مريض الاضطراب الوجداني
سؤال يتردد على أذهان الكثير هل يمكن شفاء مريض الاضطراب الوجداني، بفضل الله لا يوجد داء خلقه الله عز وجل ولم يخلق له الدواء، لذلك فكل مرض وله علاجه ويمكن أن يشفى منه المريض ويتعافى.
وتتوقف الإجابة على هل يمكن شفاء مريض الاضطراب الوجداني على طبيعة حالة المريض نفسه، ودرجة تقدمها، فكلما كانت حالة المريض متأخرة كلما كان العلاج يحتاج لفترات طويلة، أما إذا تم اكتشاف المرض مبكرًا فسيصبح علاجه لا يستغرق وقتا طويلا.
لذا فمن الضروري الاستعانة بالطبيب النفسي على الفور بمجرد ظهور تقلبات وتغيرات في سلوكيات الفرد، فإذا تمت السيطرة على أعراض المرض والتعامل معها بشكل صحيح والالتزام بالتعليمات وحضور جلسات الدعم المقررة للمريض وعدم إهمال الحالة سيتجاوز المريض ذلك الاضطراب ويعود لحياته مرة أخرى بشكل طبيعي بدون أي عقبات.
ما هي مدة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
ما هي مدة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
لا نستطيع تحديد مدة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، لأن هذه المدة تختلف من مريض لآخر ومن حالة لأخرى، فالحالات الشديدة والمتأخرة ستحتاج إلى فترة علاج أطول ممكن أن تستغرق من ستة أشهر إلى سنة، أما الحالات المرضية البسيطة فقط لا تحتاج إلى فترات زمنية طويلة، فقد تستغرق من ثلاث أشهر إلى ستة شهور كحد أقصى.
ليس من الضروري تحديد مدة علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، الأهم هو سير خطة العلاج على خطى ثابتة ويلتزم بها المريض، إذا اتبع المريض خطة العلاج بالشكل السليم، فهذا بكل تأكيد سوف يقلل من مدة العلاج.
كيف يمكن التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
كيف يمكن كيفية التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب
إن نجاح في السيطرة على أعراض الاضطراب الوجداني بشكل عام تعني السيطرة على درجة تأثير الاضطراب الوجداني والجنس والحياة الزوجية الاجتماعية بشكل عام وكل ذلك يتوقف على مدي التزام المحيطين بالمريض بتعليمات الطبيب في كيف يمكن التعامل مع مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب والتي تتمثل في:
- يجب أن نكون على دراية بكل التقلبات التي ستحدث في سلوكه ومشاعره وأنشطته اليومية.
- عدم انتقاده ولا نحاول أن نذكر أمامه أنه يعاني من مشكلة ما، يجب أن نوصل له طوال الوقت أنه شخص طبيعي.
- نظهر له على الدوام الاحترام وأنه مقبول وليس منبوذ بين أفراد المجتمع.
- دعمه بشتى الوسائل والطرق، وتقديم الدعم الأسري له، حتى يشعر بالاطمئنان داخل الأسرة.
- يجب أن يفهم المريض أن العلاج ليس مستحيلًا، وأنه شيء يمكن حدوثه بكل سهولة.
- عدم إجبار المريض في الانخراط في العلاقات الاجتماعية.
- عدم مراقبة المريض.
- الابتعاد عن التهديد للمريض بإرجاعه إلى المستشفى.
- التحلي بالصبر واحتواء أي تصرف يقوم به.
- محاولة مساعدة في تجاوز الخيالات والهلاوس التي يشعر بها ومحاولة توضيح الحقيقة له بأسلوب بسيط.
وعند الالتزام بتلك النصائح والمحافظة على تناول الدواء وإتباع البرنامج العلاجي الذي وضعه الطبيب المعالج يكون من السهل الوصول بالمريض إلى حالة من الشفاء التام والتخلص من المرض بشكل نهائي.