الإدمان السلوكي
نستعرض في هذا المقال معلومات في غاية الأهمية عن ما يعرف بالإدمان السلوكي، وفيه يدمن الشخص سلوكاً معيناً ويعتاد عليه، ويصبح مهووساً به، ويسرق أغلب وقته ويأخذه من علاقاته الاجتماعية وحياته، ولا يستطيع الشخص التخلص منه بسهولة وبدون علاج، والسلوك هي الوسيلة الوحيدة التي يتمكن بها الفرد من إثبات نفسه في المجتمع، وتكوين علاقات اجتماعية على أساس صحيح، فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه يحتاج إلى محبة الناس، ويحتاج أن يحوز على إعجاب الآخرين دائماً.
فرأى من حولك فيك يعطيك دائماً دافع قوي في الحياة ويزيد ثقتك بنفسك، ويرفع قيمة ذاتك، ويجعلك تقديرها حق تقديرها، فمحبة الناس وإشادتهم تعتبر عصب الحياة بالنسبة للإنسان، وبغيرها يتحول الإنسان إلى الوحدة والعزلة، وقد يصاب بكثيرمن الأمراض النفسية التي تحتاج إلى العلاج، كعلاج الاكتئاب الذي يسيطر على الفرد بسبب إحساسه بنفور الأشخاص منه، وإحساسه بعزلته الدائمة، بجانب تأنيب الضمير وجلد الذات الداخلي الذي يهاجم الفرد بسبب الادمان على السلوك المشين مما يجعله يحتاج إلى علاج القلق والتوتر، ناهيك عن احتياجه لعلاج الوسواس القهري الذي يسيطر عليه، وقد يتطور الأمر لإصابة الفرد بالرهاب الاجتماعي والحاجة إلى علاج الاضطراب الوجداني.
يعتبر التأهيل السلوكي من أهم وأصعب التخصصات في الطب النفسي، فالطبيب النفسي يحتاج إلى إزالة أنماط سلوك تمكنت من الفرد، بسبب الصور الذهنية الراسخة داخله، واستبدالها بأنماط سلوك أخرى تعمل على تعزيز ثقة الفرد بنفسه وتحقيق أهدافه في المجتمع، وإثبات ذاته.
لذا سنقدم هذا المقال وسنذكر أهم الأمثلة للإدمان السلوكي، وسنوضح الفرق بين الإدمان المادي والإدمان السلوكي وخطورة كل منهما على الفرد والمجتمع، وسنستعرض علاج كل حالة من حالات الإدمان السلوكي بالتفصيل، سنتكلم عن أنواع الإدمان، وخطورة كل نوع، ودور الأسرة والمؤسسات والمجتمع ككل في الحد من تلك الأنواع من الإدمان، الذي أصبح في انتشار وزيادة يوماً بعد يوم، فتابعوا معنا.